أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، أن الجزائر تؤيد مسعى الإتحاد الإفريقي وتدعم خارطة الطريق التي تم إعدادها من أجل ''حل دائم وسلمي للوضع في ليبيا''، متأسفا على رفض الأممالمتحدة انتقال لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى إلى ليبيا، وهو أمر يتعارض مع المادة 2 للترتيبات المتضمنة في لائحة 19/73 التي تؤكد دور اللجنة في تسهيل حوار يؤدي إلى الإصلاحات الضرورية لتسوية سلمية ودائمة· وقدم مساهل، في تدخله خلال اجتماع لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بأديسا بابا، مسعى من سبع نقاط، من شأنه تعزيز خارطة الطريق الإفريقية وتنفيذها لتسوية الأزمة الليبية والتوصل إلى وقف للعمليات العسكرية، داعيا اللجنة إلى ضرورة أن تجدد ''طلبها بالوقف الفوري لإطلاق النار على كافة التراب الليبي ووقف العمليات العسكرية أيا كان مصدرها، وأن ''تدعو إلى وضع آلية لمراقبة ومتابعة وقف إطلاق النار''· كما اقترح مساهل أن ''تجدد اللجنة طلبها بإرسال وفد من رؤساء الدول الذين يتشكلون منها إلى ليبيا''، من أجل ''إقامة حوار بين أطراف الأزمة''، داعيا إلى ''التنسيق'' بين جهود الأممالمتحدة مع الإتحاد الإفريقي ولجنته· وبخصوص المسألة الحساسة المتعلقة بانتقال الأسلحة في المنطقة نتيجة هذا النزاع العسكري المفتوح، أوصى مساهل بأن تقرر اللجنة رفيعة المستوى، عقب اجتماعها، إنشاء ''مجموعة عمل للإتحاد الإفريقي لاقتراح سبل ووسائل كفيلة بوضع حد لتنقل الأسلحة التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة''· وبحسب مساهل، فإن ''أولوية الأولويات هي وقف المعارك وأعمال العنف الجارية رحاها في ليبيا''، لأن اللائحة رقم 19/73 صدرت ''على أساس اعتبارات إنسانية ينبغي أن تحقق من خلال وقف لإطلاق النار حماية للسكان المدنيين''· كما أشار مساهل، إلى أنه ''من المؤسف أن هذه اللائحة لم تضع في الحسبان آلية لملاحظة ومراقبة وقف إطلاق النار''، مضيفا أن ''العمليات العسكرية قد تم الشروع فيها بشكل متسرع واتضح أنها غير متكافئة مقارنة بالهدف الوحيد الشرعي والمتمثل في حماية السكان المدنيين من خلال إقامة منطقة للحظر الجوي في ليبيا''· وحذر مساهل، من جهة أخرى، ''الذهاب إلى أبعد من المهمة المنصوص عليها في اللائحة من خلال تحريفها عن هدفها مما قد يهدد بالدخول في منطق يتناقض مع التطلعات المشروعة للشعب الليبي الذي يجب أن يقرر مصيره بنفسه ولنفسه''· وأضاف مساهل، أن مثل هذا المنطق الذي سيؤدي إلى تدهور الوضع ومزيد من المعاناة للشعب الليبي ينطوي أيضا على ''أخطار كبيرة على المنطقة بأكملها، لأن انتشار الأسلحة على نطاق واسع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم وضعية اللاأمن وظاهرة الإرهاب، لا سيما في منطقة الساحل''· واختتم مساهل، كلمته بالتأكيد من جديد على ''استعداد الجزائر المطلق'' على دعم جهود اللجنة الرفيعة المستوى ''من أجل حل سلمي وسياسي للأزمة الخطيرة التي يعيشها إخواننا الليبيون ومنطقتنا''·