أكد وزير الخارجية مراد مدلسي أن 10 آلاف إرهابي سلموا أنفسهم للسلطات بعد استفادتهم من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، معتبرا أن ''هذه السياسة الطموحة للمصالحة ومحاربة التطرف شهدت نجاحا باهرا، بما أنها سمحت بعودة عدد هام من الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم إلى المجتمع وتم إدماجهم فيه''· وشدد مدلسي في مداخلته خلال الاجتماع المنعقد في إطار الجمعية العامة ال 66 للأمم المتحدةبنيويورك، على ضرورة تعاون أوسع في جميع جوانب مكافحة الإرهاب بين البلدان المعنية مباشرة والمؤسسات الشريكة، موضحا أن ندوة الجزائر حول محاربة الإرهاب التي عقدت في 7 و8 سبتمبر بين بلدان منطقة الساحل ونحو 40 بلدا آخر ومؤسسات دولية وإقليمية ''تبرز بوضوح هذه الضرورة''· كما سمحت ندوة الجزائر ''بتسجيل إجماع قوي ومستوى كبير من الحزم من أجل مكافحة فعالة ضد هذه الظاهرة التي تعني -مع الأسف- الإنسانية جمعاء''· وأكد مراد مدلسي أن تمويل الإرهاب يعد ''أحد أكبر الدعائم'' المشجعة لهذه الظاهرة، وأن العمل الذي تقوم به الجزائر، على المستويين شبه الإقليمي والإفريقي وضمن الأممالمتحدة، في مجال مكافحة آفة احتجاز الرهائن وإطلاق سراحهم مقابل دفع الفدية للجماعات الإرهابية ''يساهم بشكل كبير في محاربة التطرف والتحريض على إرهاب''· وأوضح الوزير في هذا الصدد أن ''هذه الممارسة المربحة بشكل مرعب تشكل متنفسا للفئات الأكثر هشاشة والأكثر حرمانا من السكان ومنهم على وجه الخصوص الشباب في بعض مناطق العالم، على غرار بلدان شبه منطقة الساحل''· وفي تطرقه إلى التعاون الذي يحظى ''بمتابعة شديدة'' بين الجزائروالأممالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، أكد الوزير أنه ترجم بوضع تحت تصرف الأممالمتحدة كمية هامة من العتاد الوثائقي والأرشيف المكتوب والسمعي البصري وكذا الأشرطة القصيرة والوثائقية· للإشارة، فإن اجتماع نيويورك يهدف إلى تقييم مدى تنفيذ الإستراتيجية العالمية الأممية لمكافحة الإرهاب التي تبنتها الجمعية العامة عام 2006 ودراسة التعاون الدولي في هذا المجال·