لا يزال خطر الصعقات الكهربائية يهدد حياة سكان حي ماركادال الفوضوي ببلدية القبة بسبب أسلاك الكهرباء العالية الضغط الموجودة فوق منازلهم الهشة خاصة وأن الحي يتواجد بالقرب من محطة تشغيل وتوزيع الكهرباء التي تغطي بلدية القبة وضواحيها، منهم 18 عائلة تعيش تحت الأعمدة الكهربائية الرئيسية، فعلى الرغم من الشكاوى التي رفعها سكان الحي إلى السلطات المحلية والاحتجاج على الوضع المزري الذي يعيشونه في حي تنعدم فيه أدنى المقومات الاجتماعية والصحية، من أجل انتشالهم من الخطر المحدق بهم، إلا أنهم لم يجدوا مخرجا بسبب لامبالاة الجهات المعنية· نددت العائلات القاطنة بحي ماركادال من الوضعية المأساوية التي يعيشونها منذ أكثر من 22 سنة في حي تنعدم فيه أدنى متطلبات العيش الكريم على رأسها الماء والكهرباء التي يتزودون بها بطريقة عشوائية، فحسب ما أكده سكان الحي ل ''الجزائر نيوز'' فإن الأوضاع تنذر بكارثة إنسانية جراء الانتشار المتشعب للأعمدة والكوابل الكهربائية فوق البنايات الفوضوية التي يشيدها أهالي المنطقة، وهذا ما جعل السكان يعيشون في خوف دائم، خاصة مع تزايد سقوط كوابل الكهرباء فوق بناياتهم الهشة مسببة بذلك حدوث حرائق متكررة بالمنازل، كما أنهم أصبحوا ينامون ويستيقظون على وقع صوت الضجيج الذي يحدثه الضغط العالي للتيار الكهربائي، حيث تحولت حياتهم إلى واقع مزعج يملأه الخوف والقلق والانتظار، خاصة في فصل الشتاء حيث تكثر الكوارث التي يحدثها سقوط الأعمدة وكوابل الكهرباء فوق البنايات التي تتسبب في شرارات كهربائية تحتم على السكان قضاء ليلتهم في العراء خوفا من حدوث مكروه لهم ولأطفالهم نتيجة قوة الرياح والأمطار الغزيرة، وأشار السكان في حديثهم أنهم سكنوا بالحي منذ ما يفوق 22 سنة بعد قدومهم من مناطق مختلفة من الوطن خاصة المناطق الداخلية هروبا من الأوضاع الأمنية خلال العشرية السوداء، وعلى الرغم من ذلك فإنهم لا يعيشون في مأمن، ومن أجل ذلك طالبوا السلطات المحلية بترحيلهم من هذا الحي إلى سكنات لائقة إلا أنهم لم يتلقوا سوى وعود معسولة في كل مناسبة قصد تهدئتهم، وفي هذا السياق أكد أحد المعنيين أن رئيس المجلس الشعبي السابق لبلدية القبة وعدهم بمنحهم القطع الأرضية المحاذية للحي والبالغ عددها 45 قطعة أرضية تابعة لأملاك الدولة إلا أنه لم يتحقق شيء من ذلك، وأن أشخاصا آخرين استفادوا منها وشيدوا عليها فيلاتهم· ومن أجل ذلك يناشد سكان حي ماركادال السلطات الولائية التدخل العاجل لانتشالهم من الخطر الكبير الذي يحدق بهم في كل لحظة ومنحهم حقهم في السكن مثل باقي أحياء العاصمة الذين تم ترحيلهم مؤخرا، خاصة وأن رئيسة البلدية ''سعيدة بوناب'' سبق لها أن أكدت أن سكان هذا الحي ليس لديهم الحق في الاستفادة من السكنات الاجتماعية وأن الولاية هي التي ستتكفل بهم·