''عندما تشعر أنك لا تستطيع فعل أي شيء، تذكر أن التاريخ يعيد نفسه ولن يرحمك''، هو مقطع من مسرحية المكيد التي قدمتها فرقة مسرح الخليج العربي من الكويت في اليوم الخامس من الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح الذي تجري فعالياته ببجاية، وتتناول هذه المسرحية استخدام نائب سياسي للسحر والشعوذة والخداع والكذب لكسب كرسي في المجلس، ويصطدم بالواقع الروحاني الذي يجعله يدفع ثمن ممارسته· ''المكيد'' هي مفردة من التراث الكويتي، تعني أحد الفنون الشعبية التي كانت تستخدم فيها آلة الطنبورة والإيقاعات الشعبية وذلك لتحضير الأرواح وطرد الجان وتعرف عند العامة بحفلات الزار، وهي حفلات منعت في الكويت منذ منتصف الستينيات بمرسوم أميري، لأنها اتهمت بالتسويق للسحر والشعوذة· وتدور فكرة مسرحية ''المكيد'' التي أخرجها المسرحي ناصر الدوب وألفها الكاتب يوسف سريع حول شخصية أبو نورس النائب السياسي الذي تمكن من تحقيق أهدافه ومآربه، حيث استطاع أن يحصل على كرسي بالمجلس باستخدامه لكل أنواع المكر والخداع على غرار الكذب والخيانة وخصوصا السحر وهذا بمساعدة ''فخرية'' المعروفة بحفلات الزار، حيث تم تسخير له إحدى الجنيات· وأظهر مشهد في المسرحية أنه لم يعد يقوى على سيطرتها عليه، واضطر إلى مطالبة ''فخرية'' أن تساعده في التخلص منها، وهذه الأخيرة تشرع في ممارسة طقوسها وسحرها للتخلص من الجنية وذلك عن طريق الشاب الذي يخدمها بالتحضير لطرد الجنية، لكنها تفشل في ذلك بسبب مساندة الجان للجنية· المسرحية أظهرت الجشع الذي يسكن قلوب النواب السياسيين لأجل تحقيق هدف واحد في الحياة، وهو كسب كرسي في المجلس بغض النظر عن الحيل التي يعتمد عليها، حتى ولو كان ذلك سيضر بالشعب· وكشفت المسرحية أن السياسي يتوفر على صفات قبيحة كالكذب والخيانة· وقد اعتمد المخرج عن تدعيم صحفي في المسرحية أزهر به أن السياسي يعتمدون على الصحفي للترويج لخدعهم وإغرائهم بالأموال، وذلك الصحفي ظهرت في ملامحه علامات الخوف بعد اكتشافه أن أبو نورس يستغله ويستخدمه كوسيلة لتحقيق أهدافه، والكذب عنه بالحصول على سبق صحفي، وفي الأخير تعرض الصحفي إلى الطرد وتم جرده من مستلزماته من كاميرا وآلة تصوير· وحملت المسرحية ديكورا مبهما لم يتلاءم مع موضوع المسرحية، كما تعرضت إلى بعض الخلل في العرض على غرار الدخول والخروج العشوائي لبعض الكوميديين الذين أفقدوا المسرحية توازنها وظهرت صورة على شكل فوضى، حيث اعترف المخرج فيئنهاية العرض المسرحي بذلك، وأرجع السبب إلى ارتجال بعض الكوميديين الذين قاموا بإضافة أشياء ولقطات غير موجود في المسرحية، خصوصا الجان والجنية اللذان قاما ببعض التدخلات لم تكن في مقامها، هذا فيما نجح الكوميديون في توظيف الموسيقى التي استمدت من التراث الكويتي وتم تجسيدها بالطبل والبندير·