عاش سكان حي بني مسوس بالعاصمة عيد الأضحى تحت حصار أمني بسبب المواجهات العنيفة التي شهدها الحي، منذ يوم الأربعاء الماضي، إثر مقتل الشاب كريم لومياني برصاصة طائشة في الرأس، اتهم فيها شباب الحي الجديد الذين استقدموا من حي ''جنان حسان'' وأعيد إسكانهم بحي السد، خلال عملية إعادة الإسكان الحديثة· وقد طوقت مصالح قوات مكافحة الشغب جميع مداخل حي بني مسوس لتفادي أي احتكاك بين سكان بني مسوس والمرحلين الجدد من جنان حسان· لم تمنع الأمطار الغزيرة المتساقطة على العاصمة، في اليوم الأول من عيد الأضحى، مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب من المرابطة بالحي، فقد انتشرت عدة وحدات لقوات مكافحة الشغب مدججة بوسائل مكافحة الشغب من شاحنات لإزالة المتاريس وحافلات لنقل عناصر الشرطة عبر كامل الحي ومداخلها خاصة بحي ''السد ' '، حيث توجد السكنات الجديدة التي أسكن بها مواطنو حي جنان حسان في شهر سبتمبر الماضي· وبين حذر السكان من تجدد المواجهات ونداءا ت التعقل بمناسبة ''العواشير'' أي عيد الأضحى وتبادل تحية العيد، ما زالت الأجواء مشحونة، خاصة على مستوى السوق الواقع بحي السد، حيث توجد المحلات التجارية التي يتسوق منها أغلب سكان بلدية بني مسوس· ولم تفلح نداءات التعقل التي أطلقها أئمة المساجد ببني مسوس في التخفيف من أجواء الشحناء بين السكان الذين ينظرون بنظرات غريبة لأغلب الوافدين أو الغرباء عن أحياء بني مسوس· رئيس أمن ولاية الجزائر تابع تطور الأحداث بنفسه تابع رئيس أمن ولاية الجزائر أحداث بني مسوس بنفسه وبذل جهدا كبيرا في تهدئة الأنفس وتجنب تجدد الصدامات خلال يومي العيد· وقد بادر إلى تشكيل لجنة خاصة متكونة من أئمة مسجدي معاذ بن جبل الواقع بحي ''السميعة''، ومسجد أول نوفمبر الواقع وسط المدينة، إضافة إلى ممثلين عن محافظة الشرطة ببني مسوس ورئيس المجلس الشعبي البلدي ومنتخبين محليين وكبار وعقلاء الأحياء المختلفة· وقد زارت اللجنة عائلة لوميناي لتقديم واجب العزاء لعائلة الفقيد إثر المصاب الذي ألم بها، ودعت العائلة شباب الحي إلى التعقل، خاصة بعد صلاة الجمعة أي ليلة عيد الأضحى· ويباشر ضباط شرطة من مصلحة الشرطة العلمية بشاطوناف تحقيقا لتحديد هوية الرصاصة الطائشة التي أصابت الشاب كريم ذا ال 17 ربيعا في رأسه يوم الأربعاء الماضي، وذلك إثر التحقيق الذي أمرت به المديرية العامة للأمن الوطني للتحقيق في مقتل الشاب وتقديم الجناة إلى العدالة· ودعا والد الضحية ''عمي الطاهر'' لوميناي سكان الحي إلى التعقل وتفادي أي أعمال شغب، داعيا في نفس الوقت إلى كشف الحقيقة في ظروف مقتل ابنه· عندما تتحول المراقد إلى أماكن لزرع الفتنة ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الأحياء الجديدة التي أعيد بها إسكان العائلات التي كانت تقطن بالمساكن القديمة أو الأحياء العتيقة، فقبل عام من انطلاق العملية التي تعتبر أكبر عملية لإعادة الإسكان في تاريخ البلاد، شهدت الأحياء الجديدة كتسالة المرجة والدرارية والسويدانية و بئر توتة أحداثا مؤسفة بين سكانها القدامى والوافدين الجدد بسبب بعض الممارسات الطائشة كانت عواقبها وخيمة، حيث سجل فيها ارتكاب جرائم قتل أو إصابة بعض المواطنين بجروح خطيرة· وقد حذر علماء في الاجتماع من تحول هذه الأحياء إلى أوكار حقيقية لانتشار الجرائم المختلفة بسبب افتقارها لأبسط المرافق الاجتماعية من مراكز للشباب أو مراكز ثقافية أو للتسلية تشغل الشباب في أوقات فراغهم، وغياب هذه الأحياء عن الأماكن العامة واختلاف التنشئة الاجتماعية لبعضهم قد يساهم أيضا في تغذية الاختلافات بين سكان الأحياء، ومن ذلك اندلاع المواجهات بينهم·