لقي شاب من بني مسوس بالعاصمة، ليلة أول أمس، حتفه إثر تلقيه رصاصة مجهولة المصدر، أصابته في الرأس، في حين فتحت مصالح الأمن تحقيقات لمعرفة مصدر الطلقة النارية. وحسب مصادر ''الخبر''، فإن الحادثة وقعت ليلة أول أمس في حدود العاشرة، بعد مناوشات واشتباكات وقعت بين شباب جنان حسان المرحلين حديثا إلى بني مسوس وشباب حي السد بنفس المنطقة. وحسب شهود عيان التقتهم''الخبر''، فإن أسباب المواجهات تعود إلى قيام أحد شباب حي السد، كان في حالة سكر، برفع صوت المذياع بينما كان مارا بحي مزرعة حدادي الذي رحل إليه سكان جنان حسان، ومن ثم دخل في مناوشات كلامية معهم. وفي نفس اليوم، يضيف شهود عيان، ''قام المرحلون حديثا من جنان حسان بالنزول إلى حي السد مدججين بالسيوف والعصي وقاموا بتحطيم السيارات التي كانت مركونة بالحي وكذا المحلات الموجودة بالسوق''. و''في حدود الساعة الواحدة صباحا عاد شباب حي جنان حسان ليهاجموا البيوت هذه المرة''. وقال صاحب محل قصابة ل''الخبر'': ''كسروا محلي وقاموا بالسطو عليه حيث سرقوا اللحوم وخربوه بكامله''. وقال أحد السكان: ''اجتمع عقلاء الحي رفقة إمام المسجد وتنقلوا إلى سكان جنان حسان لتهدئة الأمور وإيجاد حل للمشكل، إلا أن الشباب قاموا بسبهم وطردهم''، لتعود المواجهات أول أمس بين الطرفين. ولدى تدخل عناصر الأمن للسيطرة على الوضع، انطلقت رصاصة مجهولة المصدر أصابت الشاب نومايني كريم البالغ من العمر 17 سنة، في الرأس وبالضبط على مستوى الجبهة. وقال صديق الضحية ل''الخبر'': ''كريم كان يتابع من بعيد المواجهات، ولما كانت الحجارة تتساقط علينا اختبأ وراء أحد المحلات، وبمجرد أن خرج ليستطلع ما يحدث، انطلقت رصاصة أصابته في الجبهة فوق العين''. وتم نقل الضحية إلى مستشفى اسعد حساني ببني مسوس، ثم إلى مستشفى محمد الأمين دباغين بباب الوادي، ليعاد مرة أخرى إلى بني مسوس حيث فارق الحياة. ولدى تنقلنا عشية أمس إلى منزل عائلة الضحية بعين فرام ببني مسوس، استقبلنا شقيقه وعيناه تدمعان، وبحسرة كبيرة تحدث إلينا قائلا: ''كريم هو الأخ الأصغر، من مواليد 31 ديسمبر ,1993 كنت أمارس الرياضة ولما دخلت للحي قالوا لي: أخوك أصيب بجروح خفيفة وهو في المستشفى. تنقلت إلى مستشفى بني مسوس وهناك عرفت أنه أصيب برصاصة. كان في غرفة الإنعاش''.. يتوقف للحظات ثم يواصل حديثه: ''قلت لوالدتي، بعد أن سألت عنه، إنه في عرس صديق وسيبيت هناك. لم أستطع إخبارها بالحقيقة، خاصة أنها معاقة حركيا بعد أن أصيبت هي وكريم في انفجار قنبلة بباب الوادي في التسعينيات، كريم بترت أصابعه فيها. أمضيت معه الليلة في المستشفى، تم نقله إلى مستشفى مايو ثم أعيد إلى بني مسوس. في حدود السادسة صباحا تركته وكان لا زال على قيد الحياة، ولما عدت في الثامنة لم أجده، لاحظت دخول عناصر الأمن والأطباء. ولما استفسرت عن أخي لم يجيبوني، ليتم إخبارنا في حدود العاشرة صباحا أنه توفي متأثرا بإصابته''. مديرية الأمن: ''استبعاد فرضية إطلاق النار من قبل عناصر مكافحة الشغب'' فتحت المديرية العامة للأمن الوطني تحقيقا في ملابسات مقتل الشاب نومايني كريم في حي السد ببني مسوس برصاصة طائشة، وأوفدت إلى مكان الحادث فريقا من الشرطة العلمية لجمع الأدلة في مكان وقوع الجريمة. وكان الضحية الذي يبلغ من العمر 17 سنة قد نقل على جناح السرعة إلى مستشفى بني مسوس الجامعي، ومنه إلى مستشفى محمد لمين دباغين، ولفظ أنفاسه الأخيرة فجر أمس في حدود الثانية. وتعهدت المديرية العامة للأمن الوطني بالإسراع في التحقيق وتقديم المتهمين إلى العدالة. من جهة أخرى، علمت ''الخبر'' من مصادر موثوقة بأن المديرية العامة للأمن الوطني أمرت بإخضاع الأسلحة التي تزود بها أعوان قوات مكافحة الشغب خلال المواجهات التي نشبت أول أمس بحي السد إلى الفحص بالمخبر العلمي للشرطة العلمية، وبينت نتائج هذا الفحص، بحسب مصادرنا، بأن تلك الأسلحة لم تصدر منها أي رصاصة. وأضافت بأن إصابة الشاب كريم برصاصة مسدس في وقت كان أفراد الأمن مزودين بأسلحة آلية من نوع رشاش، وهو الأمر الذي دفع المديرية العامة للأمن الوطني إلى استبعاد فرضية إطلاق نار من قبل عناصر مكافحة الشغب.