عاش سكان بلدية بني مسوس بالعاصمة ليلة أمس على وقع اقتتال وتطاحن عنيف بين سكان حي جنان حسان بباب الوادي المرحلين إلى بني مسوس وسكان حي عين أفران القاطنون بالأصل بالبلدية ذاتها، أين تحولت منطقة السد المعروفة باسم البراج الواقعة بمدخل بني مسوس طريق الشراقة إلى ميدان قتال، استعملت فيه السيوف والخناجر والعصي والمتاريس بكل الأصناف من كلى الطرفين. العراك الدامي الذي يحياه المجمع السكني بمنطقة البراج ببني مسوس اشتعل فتيله الأول عندما قامت مجموعة شباب من العائلات المرحلة مطلع سبتمبر الماضي من حي جنان حسان بباب الوادي إلى سكنات جديدة بالحي المذكور ببني مسوس، بمعاكسة فتاة تقطن بحي عين أفران المجاور، السلوك الذي أدى إلى تدخل عنيف من طرف أقرباء وجيران الفتاة ليتحول هذا السلوك الذي وقع الاثنين الماضي إلى خصومة وعراك بين سكان وشباب الحيين المذكورين، لم تفلح معه كل أساليب التهدئة بما فيها تدخل مصالح الأمن. وتفاقم الوضع عندما أطلق أحد أعوان الأمن المسخرين ضمن وحدات تفريق السكان المتقاتلين رصاصة طائشة عن طريق الخطأ أودت بحياة شاب من حي عين افران في ال 17 من العمر، الأمر الذي زاد في تعقيد الوضعية وأعطى المشكلة عدة أبعاد. وحسب روايات شهود فإن الاقتتال أخذ بعدين اثنين الأول يتعلق بمواجهات دامية بين شباب منحرفين من حي جنان حسان المرحلين إلى بني مسوس ونظراء لهم بحي عين افران، بالإضافة إلى مشاحنة بين شباب من الحي الأخير تجاه مصالح الأمن على خلفية تسببها خطأ بمقتل الشاب الذي يقطن بالحي ذاته. وبلغ التطاحن مداه ليلة الخميس الماضي التي شهدت فيها أحياء بني مسوس انتشارا لعصابات ملثمة مسلحة بالسيوف والهراوات، تبدو منقسمة إلى فريقين كلاهما يتربص السوء بالآخر، إلا أن السلوك راح ضحيته عديد السكان ممن لا علاقة لهم بالواقعة وتداعيتها، وكاد الأمر أن يتحول إلى ما هو أسوء لولا التواجد الكثيف لدوريات الأمن التي واجهت العصابات المتعطشة للدم من الطرفين بقنابل الغاز المسيل للدموع، وإطلاق النار في السماء لإجبار السكان على دخول منازلهم. ووفقا لروايات سكان بحي عين أفران فإن منحرفين من سكان جنان حسان المرحلين إلى بني مسوس اقتحموا بيوت عائلات تقطن بجوار حيهم السكنات واعتدت على حرمات أهلها، فضلا عن ارتكابها أعمال تخريب وسرقة واعتداء بالضرب، الأمر الذي وسع من رقعة الاقتتال لتشمل سكان أحياء مجاورة لميدان هذه المعركة الدامية والمتجددة كلما ألقى الليل بأولى خيوطه منذ أربعة أيام، وقد يستمر الأمر لأيام أو أسابيع لو لم يحصل تدخل قوي ومدروس من طرف الدولة وأهل النصح من عقال المنطقة. وليست هي المرة الأولى التي تقع فيها صدامات عنيفة بين سكان الأحياء الأصلية والمرحلين إلى سكنات جديدة بكل بلديات العاصمة، ما يطرح بجدية مسألة إعادة النظر في سياسة الترحيل ومعالجة الأسباب والرواسب النفسية والاجتماعية المؤدية للصدام العنيف.