تجدد المواجهات ليلة أول أمس وإجراءات أمنية مشددة بالمدينة شيعت، أول أمس، قبيل صلاة المغرب، في جو مهيب بمقبرة بني مسوس في العاصمة جنازة الشاب لمايني كريم، الذي توفي إثر تلقيه رصاصة طائشة خلال مواجهات وقعت بين سكان جنان حسان وحس السد بذات المنطقة. وقد جرت مراسيم الدفن وسط إجراءات أمنية مشددة، لمنع حدوث أي انزلاقات يمكن أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. وكان الشاب كريم لمايني، المدعو ''شريباح''، قد توفي برصاصة طائشة أصابته على مستوى الجبهة. وكانت عائلة الضحية قد قررت دفنه أمس الجمعة، بعد حضور أقارب وأهل العائلة، حسبما صرح به أخوه ل''الخبر''، إلا أن تدخل أئمة المساجد وبعض الأقارب، عجل بالدفن لتفادي الفتنة واندلاع المواجهات من جديد، يضيف الشقيق. وشدد الأخ الأكبر للضحية على ضرورة الكشف عن المتسبب في مقتل كريم، رافضا، رفقة أفراد عائلته، رواية المديرية العامة للأمن الوطني، حيث قال ''لا يعقل أن تنفي مصالح الأمن علاقة أفرادها بالحادث، في وقت أكد شهود عيان أن الرصاصة خرجت من مسدس شرطي، كما أن المواطن العادي لا يملك السلاح لكي يطلق الرصاص''. وتساءل شقيق الضحية الثاني: ''لماذا أراد أفراد الشرطة أخذ الملف الطبي للضحية أشعة الراديو والسكانير من الطبيبة المحلفة بمستشفى مايو، لولا أننا قمنا بمنعهم من ذلك؟ ما يدل على ضلوع الشرطة في مقتل أخي''. وختم محدثنا كلامه بالقول: ''نحن ولاد فاميلية لا نريد الفتنة، لكننا نريد للأمور أن تهدأ، وأن يتم الكشف عن الذي أطلق النار على أخي، ومحاكمته لينال جزاءه. هذا هو مطلبنا الوحيد''. من جهة أخرى كانت، عشية أمس، عناصر الأمن بمختلف وحداتها منتشرة عبر حي السد والشوارع المحيطة به، وكذا أمام مستشفى بني مسوس للتدخل في حالة حدوث انزلاقات، خاصة وأن مصالح الأمن منعت ليلة أول أمس تجدد المواجهات بين الحيين، حيث حاصرت قوات مكافحة الشغب شباب حي جنان حسان ومنعتهم من النزول، واستمرت المواجهات من التاسعة مساء إلى غاية الساعات الأولى من فجر أمس. وعاد بعض أصحاب المحلات بالسوق إلى النشاط، بينما كانت حالة من الحذر والترقب تسود الحي، خاصة وأن آليات وشاحنات قوات مكافحة الشغب كانت مرابضة هناك.