تتقاسم 400 عائلة تقيم بمحاذاة السكة الحديدية في الحي القصديري بالسمار، ظروف مزرية تتخبط فيها منذ سنوات بعد أن أصبحت خارج اهتمامات المسؤولين ببلدية جسر قسنطينة، وطالت إقامتها ببيوت أقل ما يقال عنها أنها لا تصلح لإقامة البشر· خطر السكة الحديدية يحذق بأطفال الحي الذين كان قدر الكثير منهم أن يفتحوا أعيونهم على ديكور يرسمه القصدير والطرقات التي تعج بالحفر والمطبات، وإن كان المسؤولون لم يكثرثوا بمشاكل هذا الحي رغم طلبات واحتجاجات متكررة للسكان فإن عدد من سكان الأحياء الأخرى والبلديات المجاورة الذين تعد حالهم أفضل من حال سكان القصدير الموازي للسكة الحديدية حاصروهم بالقمامة وجعلوا من الحي مفرغة عمومية، إذ يتوسط الحي هذه المفرغة التي اتخذها أبناء الحي مكانا للعب رغم ما قد يعود عليهم من أمراض، وتضاف إلى ديكور الحي نفايات صناعية وقمامة باتت روائحها تضايق المارين بالحي ولو عبر القطار، فما بالك بالمقيم فيه· ''الجزائر نيوز'' كانت شاهدة في زيارتها إلى الحي على المأساة، أكواخ بنيت بطريقة عشوائية تفتقر لشبكة الصرف الصحي، طرقات تملأها المطبات والأوحال حتى وإن لم يسجل سقوط الأمطار إذ تملأها المياه القذرة المتسربة من القنوات التي وضعت بصفة عشوائية، ''الأمر يزداد أكثر وأكثر في الشتاء، نحن نعاني في هذه الظروف، أبناؤنا مصابون بأمراض الربو والحساسية والكثير منهم تظهرعلى أجسادهم بقع بسبب الأوساخ المنتشرة حولنا'' تقول عجوز بلغت من العمر عتيا تقيم في الحي منذ 17 سنة كاملة، لتضيف ''إذا كان مصيرنا وقدرنا أن نقيم في هذه الأحياء، فما ذنب أطفالنا، نتمنى أن لا يكبروا هم الآخرونهنا ''· وأكد عدد من السكان الذين التقتهم ''الجزائر نيوز'' أنهم في كل مرة يتوجهون إلى المسؤولين من أجل استعجال ترحيلهم وبرمجتهم في عملية الترحيل الكبرى التي تعرفها العاصمة لا يعودون إلا بوعود، ولذالك يجدد السكان استغاثتهم إلى المسؤولين وعلى رأسهم والي العاصمة من أجل منحهم الأولوية في أية عملية ترحيل مستقبلية، والالتفات إلى المشاكل الصحية والأخطار التي يتخبط فيها أبناؤهم بعد أن تحولت القمامة والروائح الكريهة إلى مصدر للأمراض الصدرية والجلدية على حد سواء عند الأطفال خصوصا، وذلك ما وقفت عليه ''الجزائر نيوز''· كما يطرح تواجد الحي القصديري بمحاذاة السكة الحديدية خطرا كبيرا على سلامة الأطفال الذين يلعبون بالقرب من السكة، ليجدوا النفايات تحاصرهم من خلف الحي والسكة من أمامه، وفي الوسط بيوتهم القصديرية ومعانتهم اليومية سيما في فصل الشتاء، إذ أكدت لنا إحدى السيدات المقيمات بالحي أن العائلات تضطر خلال سقوط الأمطار إلى إخلاء البيوت من الأثاث خوفا من سقوط الأسقف، كما حدث مع عدة عائلات في الشتاء الماضي· ويدعو السكان المسؤولين ببلديتهم إلى زيارة الحي للوقوف عن كثب على المعاناة اليومية مع الأمراض والضيق، الذي تتخبط فيه العائلات التي نزحت إلى الحي القصديري بالسمار خلال فترة التسعينات كل من عدة جهة·