غداة اكتشاف الآثار التاريخية في عملية إنجاز ميترو الجزائر عبر خط البريد المركزي ساحة الشهداء، ما هي الإجراءات الإدارية التي اتخذتها وزارة الثقافة؟ عندما كانت وزارة النقل المعنية بمشروع ميترو الجزائر بصدد إنجاز محطة رئيسية بساحة الشهداء، تم اكتشاف أثار ومعالم تاريخية، وهو ما أدى إلى توقيف مشروع خط البريد المركزي ساحة الشهداء، حيث اتصلت الوزارة الوصية بالجهات المختصة بالتراث للقيام بالتحريات، وتبين أن ساحة الشهداء تحوي العديد من الآثار والمعالم لمختلف الحقب التاريخية، مما استدعى مهارة وخبرة كبيرة، الأمر الذي أدى بوزارة الثقافة إلى الإتصال بمنظمة اليونيسكو التي اقترحت علينا معهدا فرنسيا مختصا في علم الآثار الوقائي الذي تربطه باليونيسكو اتفاقية للعمل في مجال البحث الوقائي في كل المعالم والمواقع الآثرية المصنفة من اليونيسكو، ومن بينها قصبة الجزائر كمعلم وموقع دولي· ما هي النتائج التي توصل إليها هذا المعهد؟ لقد أمضينا اتفاقية مع هذا المعهد منذ سنتين تقريبا، حيث باشر عملية البحث وقدم تقريره بعد سنة ونصف لوزارة الثقافة، ومن بين ما جاء فيه أن ساحة الشهداء توجد بها، كما قلت، معالم أثرية تعود إلى العهد النوميدي، وقد أدت هذه النتائج إلى توقيع اتفاقية مع وزارة النقل تقضي بإنشاء محطة ميترو متحف، والعملية تطلبت زيادة في عمق المحطة من 20م إلى 40 م، لتفادي المساس بالتحف الأثرية الموجودة التي تمثل مختلف الحقب والحضارات التي مرت على الجزائر وتحديدا بساحة الشهداء من العهد النوميدي إلى العهد العثماني، وهذه المحطة المتحف تعد الأولى عربيا وإفريقيا· إلى أين وصلت عملية إنجاز هذا المشروع؟ إستنادا إلى الإتفاقية التي أبرمت بين الوزارتين من أجل إكمال هذا المشروع، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أنه يتطلب وقتا لأن عملية الحفر إزدادت عمقا لتفادي المساس بالآثار الموجودة، وما أريد قوله هو أن هذا المتحف مستوحى من تجربة ميترو إيطاليا واليونان·