قال مسؤول أمني يمني إن شخصا قُتل في انفجار وقع في وقت مبكِّر ، أمس الثلاثاء، أمام مكتب اللجنة الانتخابية في مدينة عدن الواقعة جنوب البلاد، وذلك قبل أسبوع من إجراء الانتخابات الرئاسية لاختيار خلفا للرئيس علي عبد الله صالح. وقد أكَّدت مصادر إعلامية أن القتيل ينتمي إلى فصيل متشدد في الحراك الجنوبي، وقد لقي مصرعه أثناء انفجار عبوة ناسفة به لدى محاولته زرعها في مركز انتخابي بحي كريتير في المدينة الأكبر في جنوب اليمن. ونقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان تأكيدهم أنهم شاهدوا الشخص المذكور وهو يدخل ''مخمورا''، فجر أمس الثلاثاء، إلى المركز الانتخابي بمعهد الفنون الجميلة. ورجَّحوا أن يكون قد فقد السيطرة على العبوة الناسفة أثناء محاولته تثبيتها داخل فناء مقر اللجنة الانتخابية، ما أدى إلى تناثر جسده إلى أشلاء جرَّاء انفجار العبوة الناسفة. لكن مصادر إعلامية أكدت أن ''المفجِّر كان يرتدي حزاما ناسفا انفجر به قبل وصوله إلى مبنى اللجنة الانتخابية اليمنية في عدن، ممَّا أدَّى إلى مقتله على الفور، دون أن يُصاب أحد آخر جرَّاء التفجير''. وأضافت نفس المصادر أنَّه يجري حاليا إرسال تعزيزات أمنية إلى كافة مكاتب اللجنة الانتخابية في عدن. يُشار إلى أن هجوم فجر أمس الثلاثاء هو أحدث مؤشِّر على وجود معارضة قوية للانتخابات الرئاسية التي تجري في 21 فيفري الحالي. وتتمثَّل هذه المعارضة بالانفصاليين في الجنوب والمتمردين الشيعة في الشمال والإسلاميين المتشددين الذين تشجَّعوا على التعبير عن مواقفهم بشكل أوضح، بعد الاضطرابات السياسية التي أضعفت سيطرة الحكومة المركزية في صنعاء على مناطق عدة في البلاد. وكان فصيل متشدِّد في الحراك الجنوبي، الذي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، قد أعلن قبل أيام أنه سيعمل على إفشال الانتخابات الرئاسية في المحافظات الجنوبية ''بكافَّة الوسائل المتاحة''، باعتبارها ''تكرِّس احتلال الشمال للجنوب''، بحسب وصفه. ويتوقَّع مراقبون أن ترتفع وتيرة العنف في المحافظات اليمنية الجنوبية بسبب رفض الحراك الجنوبي إجراء الانتخابات فيها، وتهديده بمواجهتها ''بكل الوسائل المتاحة''، بحسب تصريحات بعض قياداته. وقد أدت الهجمات التي استهدفت مقار اللجان الانتخابية حتى الآن إلى مقتل ثلاثة أشخاص.