أكدت أرملة شيخ أغنية الشعبي الراحل ''الهاشمي قروابي'' أن الفنان الفقيد ليس ملكا لأي أحد بل هو ملك لكل الجزائريين وكل محبي أغنية الشعبي، موضحة أن الجمعية التي تحمل اسمه مفتوحة للجميع، أما ما يمكن أن يكون من عائدات أعماله فهو أمر يعود الفصل فيه للديوان الوطني لحقوق المؤلف· بعد 6 سنوات عن وفاة أحد أعمدة أغنية الشعبي والحوزي على الخصوص ''الحاج الهاشمي قروابي''، أعلنت أرملة الراحل ''شهيرة قراوبي''، رسميا، ميلاد ''الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي''· الجمعية التي بادرت بها أرملة الفنان الراحل كان مبررها -كما تقول- هو ''تحقيق وصية المرحوم هو على فراش الموت، كانت رغبته وهو على قيد الحياة، تأسيس جمعية فنية ثقافية'' تكون بمثابة مدرسة للحفاظ على هذا التراث الموسيقي وحمايته من الزوال· هي إذن ثاني رغبة تحققها شهيرة قروابي للفقيد، بعد أن حققت له الأولى وهي كتابة مذكراته التي لم يسعفه العمر لإتمامها ولم يكتب منها سوى ''13 صفحة من الحجم الصغير''، فكان الكتاب البيوغرافيا ''الهاشمي قروابي·· الياسمين والأزهار والعدم'' الذي صدر عن دار القصبة بعد ثلاث سنوات من وفاة الشيخ، بتوقيع منها إلى جانب كاترين روسي· وبحسب شهيرة قروابي، فإن الهدف من هذه الجمعية كما أرادها المرحوم هو ''الحفاظ على تراث موسيقى وأغنية الشعبي، وجمع وحفظ قصائد وأغاني الحاج الهاشمي قروابي، وتنظيم مسابقات لاكتشاف وتشجيع المواهب في أغنية الشعبي''· ولم الوصول إلى الهدف الأسمى وهو تأسيس لمدرسة ''الهشماوية''، على حد تعبير أحد أعضاء مكتب الجمعية· تضم الجمعية إلى حد الآن ''67 عضوا، بينهم فنانين في الموسيقى والسينما، ورياضيين ومحبين للفنان ولفن الشعبي''، لكن قائمة الأعضاء المؤسسين غابت عنها أسماء يستدعيها المقام كلما ذكر اسم الهاشمي قروابي، أسماء رافقت الفنان الراحل في كامل مشواره، وعلى رأسهم اسم الشاعر والفنان الكبير الذي ارتبط اسمه بالانعطاف الهام الذي أحدثه الهاشمي قروابي في مسار الأغنية الجزائرية لفترة ما بعد الاستفلال، وهو العملاق ''محبوب سفر باتي''· لقد استغرب بعض الذين حضروا للندوة الصحفية التي نشطتها أرملة الراحل الهاشمي قروابي، كيف لاسم مثل المرحوم محبوباتي لا يرد طيلة الندوة الصحفية، وكيف لم توجه الدعوة لأهله؟ وهو التساؤل الذي ردت عليه شهيرة قروابي بأن لا أحد يمكنه أن يهمل الدور الكبير الذي كان للمرحوم محبوباتي، وأن الرجلين يكملان بعضهما البعض''، ليضيف أعضاء مكتب الجمعية أن ''الجمعية مفتوحة للجميع وهي لا تقصي أحدا''· كما طرحت الندوة الصحفية مشكلة عائدات أعمال الراحل الهاشمي قروابي التي ستصدرها الجمعية وما يمكن أن تفرزه من إشكالات قانونية بين الجمعية وعائلة الفقيد، وكانت إجابة شهيرة قروابي أن الأمر موكول للديوان الوطني لحقوق المؤلف· عمل كبير ينتظر جمعية الهاشمي قروابي، ليس أقلها التأسيس لمؤسسة ثقافية تعمل على إبراز هذه الظاهرة الموسيقية التي تعدت شهرتها العاصمة والجزائر وحتى الفضاء المغاربي، ودراستها في سياقاتها الثقافية والاجتماعية، وهو عمل يتطلب كثيرا من العطاء والبذل لا الأخذ والبحث في التركة· وخارج هذا الإطار، كل أمر يمكن أن يحدث إنما هو من قبيل ''اداوس الراعي والخماس على رزق الناس''، والناس نحن عشاق الفن الشعبي، ومحبي ''قرصاني غنم''·