خرج مئات الأفغان في عدد من الولايات لليوم الخامس على التوالي تنديدا بإحراق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة أمريكية جوية ببغرام. يأتي ذلك رغم دعوات التهدئة التي أطلقها الرئيس حامد قرضاي ورغم الاعتذار الأمريكي. وقالت مصادر حكومية وأمنية، إن تجمعات جرت أمس السبت في ولايات لوغار (شرق) وساري بول (وسط) وننغرهار (شرق)، لكنها أكدت أنها سلمية. غير أن أحد المتظاهرين ويدعى عبد الله أكد لوكالة الأنباء الفرنسية أن مناوشات تحدث بين محتجين وقوات الأمن في مهترلام عاصمة لغمان. وأكدت السلطات أن 11 شخصا قتلوا منذ بدء المظاهرات احتجاجا على حرق المصحف الشريف، لكن المصادر المستقلة تؤكد أنه بعد مقتل تسعة عقب صلاة الجمعة الفارط يرتفع العدد إلى 26 شخصا بينهم جنديان أمريكيان قتلا برصاص رجل كان يرتدي الزي الرسمي للشرطة الأفغانية. وفي ظل تحوّل المظاهرات إلى أعمال عنف، طالب خطباء مساجد العاصمة كابل المحتجين بالمحافظة على السلام. واعتبر مولوي نجيب الله في خطبته للمصلين بمسجد قندهار أن الاحتجاج حق لكل أفغاني، لكنه دعا لأن يكون ذلك بشكل سلمي ولا تخرب المنشآت العامة أو الممتلكات الخاصة. وأثارت واقعة حرق نسخ القرآن في القاعدة الجوية الأمريكية غضبا شعبيا وحكوميا أيضا، حيث وصف فريق من المحققين شكله الرئيس الأفغاني الواقعة بأنها ''فعل مخز ومهين''، وطالب جميع المواطنين بضبط النفس والمزيد من اليقظة والحذر في التعامل مع القضية. وجاء ذلك رغم اعتذار الأمريكيين الذي عده الإمام مولوي نجيب الله غير كاف، وشدد على أنه يجب على القوة الدولية للمحافظة على حفظ الأمن بأفغانستان ''إيساف'' أن تقدم مرتكبي الواقعة إلى محكمة أفغانستان وأن تدع الحكومة الأفغانية تحقق معهم.