اختلفت آراء المواطنين بولاية تيزي وزو حول المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، فالبعض يرى أن المشاركة في التشريعيات المقبلة أمر ضروري من أجل إحداث تغيير إيجابي في المنطقة لاسيما مع مشاركة الأفافاس، في حين يرى البعض الآخر أن المقاطعة هي السبيل الوحيد للضغط على الدولة لإحداث التغيير. أظهر الاستطلاع الذي أجرته ''الجزائر نيوز''، أمس، مع المواطنين بمدينة تيزي وزو، مدى اختلاف آراء سكان المنطقة حول مشاركتهم في التشريعيات المقبلة أو مقاطعتها، فبالرغم من أن ولاية تيزي وزو تعد الأولى من ناحية تسجيلها أضعف نسب مشاركة في المواعيد الانتخابية السابقة وعلى الصعيد الوطني، وذلك بعد المقاطعة الأولى الكبيرة خلال الانتخابات الرئاسية 1995 التي فاز بها اليامين زروال، إلا أن استحقاقات العاشر من ماي المقبل قسمت المجتمع القبائلي إلى قسمين يتعاكسان في نظرتهما حول التشريعيات القادمة، حيث يرى الطرف الأول أنه من الضروري المشاركة في التشريعيات المقبلة من أجل تكريس مرحلة انتقالية من شأنها أن تساهم في إحداث تغيير إيجابي في الدولة الجزائرية بصفة عامة وفي منطقة القبائل بصفة خاصة، وذلك من قناعتهم أن مقاطعتهم للمواعيد الانتخابية السابقة لم تكن في صالح منطقة القبائل بل كانت سببا مباشرا في مشكلة التأخر التنموي الفادح الذي تشهده مقارنة بالولايات الأخرى. وفي هذا الصدد، صرح ''ب. رفيق'' البالغ من العمر 20 سنة أنه سيصوت لأول مرة ''لم نعد نتحمل المقاطعة التي يدعو إليها بعض الأحزاب في كل موعد انتخابي، خصوصا أننا متيقنون أن المقاطعة ليست خيارا حقيقيا وغير قادرة على مواجهة سلبيات النظام، وأرى أن التغيير يحدث من داخل البرلمان وليس في الشوارع أو ما شابه ذلك، لذا على سكان المنطقة استخلاص الدروس والمشاركة بقوة في التشريعيات القادمة''. وفي السياق ذاته، ساهمت التغيرات الطارئة على الساحة السياسية الوطنية التي اتخذها مواطنو تيزي وزو من جانبها الإيجابي والمجسدة بعد إعلان أقدم حزب معارض ''الأفافاس'' المشاركة وهو الحزب الذي أجمع محدثونا أنه يتمتع بشعبية ومصداقية كبيرتين في المنطقة وله قاعدة نضالية معتبرة، ويرون أن هذا الحزب بإمكانه الدفاع عن انشغالات الشعب مثلما دافع عنها في عهدة 1997 وإبدائه لمواقف لصالح الشعب في جلسات البرلمان، ويعتقد المواطنون أن الأفافاس بإمكانه أن يجعل سكان منطقة القبائل يغيرون موقفهم من المقاطعة ويتجهون إلى صناديق الاقتراع يوم العاشر ماي المقبل، حيث يقول عمي سعيد شيخ في الستينيات ''التشريعيات المقبلة ستكون قاعدة لتكريس الديمقراطية في الجزائر وإحداث تغيير إيجابي فيها بعيدا عن العنف، ومشاركة الأفافاس في هذا الموعد تعد كبداية لتكريس الديمقراطية ومن شأنه أن يلعب دورا هاما في دفع سكان الولاية إلى الانتخاب''، هذا ما يؤكده المواطن أحسن في الخمسين من عمره، ''الأفافاس هو الحزب الوحيد الذي يملك مصداقية ولم يتورط مع النظام، فهو قادر على تحقيق أمور إيجابية لمنطقة القبائل لأن تواجده في البرلمان أمر ضروري جدا نظرا لمواقفه المعارضة ودفاعه عن تكريس الديمقراطية''. ويرى العديد من المواطنين أن المقاطعة التي تبنتها منطقة القبائل كلفتها غاليا وجعلتها تعرف عزلة كلية في جميع المجالات. من جهة مقابلة، يرى البعض من الذين تحدثنا إليهم أن المشاركة في الاستحقاقات القادمة ليست لها أية فائدة، وربطوا ذلك بغياب الأحزاب السياسية عن الساحة والميدان وظهورها في المواعيد الانتخابية، وبحسبهم فالبرلمانيون يبحثون عن مقاعد في البرلمان لتحقيق مصالح شخصية، ولا تعنيهم مصالح الشعب، وأكدوا أن بعض الأحزاب التي تعتمد على نفس الوجوه في قوائمها هو أكبر دليل على عدم الاهتمام بانشغالات المواطنين في صورة موجهة إلى حزب الأفالان والأرندي الذي احتفظ بنفس الأوجه، حيث قال محدثونا إن هؤلاء قدموا وعودا لإخراج منطقة القبائل من عزلتها وحل مشاكلها، لكن بعد مرور 5 سنوات لم تسجل المنطقة أي تحسن. كما أشاروا إلى أن مقاطعتهم لا تعني الانسياق وراء دعوة الأرسيدي للمقاطعة، وفي هذا الشأن قال ''ع. إبراهيم'' البالغ من 45 سنة ''لن أصوت في التشريعيات المقبلة لأن النظام لم يتغير وبالتالي وضع الجزائر ومنطقة القبائل لن يتغير، ولا أقاطع لأن الأرسيدي قاطع الانتخابات، بل لأني مقتنع بأن الانتخابات ليست لها أي فائدة للشعب''.