سجّل الصراع الدائر داخل جبهة التحرير الوطني تطورا جديدا على بعد أيام من الاستحقاق الانتخابي، وبالضبط في ايليزي، حيث انتزعت الثقة من المحافظ ومكتبه المحسوب على الأمين العام عبد العزيز بلخادم، بعد أن ظلّت محافظات الجنوب بعيدة عن الصراع الدائر داخليا· كان يردّد الأمين العام عبد العزيز بلخادم الذي سحب منه الثقة ما يربو عن 220 عضو في اللجنة المركزية أن محافظات الجنوب لا علاقة لها بالصراع الدائر وأن الإستقرار مستتب هناك، وكذلك كانت تعليمات صالح قوجيل منسق حركة التقويم والتأصيل اعترافا منها بأن الانتخابات في المؤتمر التاسع لعضوية اللجنة المركزية لا غبار عليها· لكن محافظة ايليزي تكذّب هذا الواقع، إذ كانت تعيش على وقع تشنجات كثيرة منذ الشروع في إعداد القوائم لكن دون أن تسجل ضجيجا كبيرا· واختار مناضلو ايليزي التمرد على بلخادم في قلب الحملة الانتخابية عكس كافة المحافظات الشمالية التي شهدت أحداثا تنظيمية مماثلة في مرحلة إعداد القوائم· وتلقت قاعات التحرير بالأمس، بيانا صادرا عن اللجنة المؤقتة لتسيير المحافظة في ايليزي يعلن عن سحب الثقة من المحافظ المحسوب على بلخادم، وتعيين بدله غومة بكري وهو أمين محافظة سابق، بينما المكلف بالتنسيق على مستوى اللجنة المؤقتة هو بن الزاير بودربالة، رئيس لجنة الاقتصاد والمالية في المجلس الشعبي الوطني، بينما باقي الأعضاء هم حماني محمد أحد أهم أعيان قبائل التوارق في المنطقة، ويشغل حاليا منصب رئيس لجنة التجهيز والتنمية المحلية بمجلس الأمة، ويمثل اللجنة المركزية في المكتب المؤقت صاولي محمد، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء آخرين يشتركون في صفة عضو مكتب محافظة، ويمثل في الأخير المنتخبين المحليين ضمن الهيئة المؤقتة لتسيير المحافظة طاطي تيمة نائب رئيس بلدية عين أمناس· هذا الأمر برره المناضلون في الولاية الهامة أمنيا وسياسيا بالنظر لوقوعها على حدود أهم دول الساحل وهي ليبيا، برروه ''بوضع القيادة الحالية للجبهة مصلحة الأشخاص فوق مصلحة الحزب والوطن، وأن ذلك ليس نتاج حالة التعبير عن سخط معين بل نتاج ممارسات وتراكمات طويلة''، معلنة أنها تدعم كافة الجهود من طرف الخيرين من مناضلي الحزب لإنقاذ حظوظه في الاستحقاق القادم·