بتنظيم مشترك للنقابة الوطنية لناشري الكتب، واتحاد الكتاب الجزائريين، احتضن مقر هذا الأخير ظهيرة أمس، ندوة بمناسبة ذكرى مجازر 08 ماي 1945، وسط حضور لمثقفين، ناشرين، إعلاميين ومهتمين· افتتح الندوة رئيس النقابة أحمد ماضي، بالتأكيد على ضرورة حماية الذاكرة مما وصفه هجوما شرسا تتعرض له، والتأسيس المتين للوفاء للشهداء، ثم أفسح المجال للدكتور بلغيث محمد الأمين، الذي نبه إلى أن جرائم الاستعمار لا يمكن حصرها في مجازر سطيف، قالمة وخراطة، بل هي مجازر أكبر من أن تختصر في تاريخ معين، كما وصف شهر ماي 1945 بالشهر الأسود الذي أجهضت فيه فرنسا، ما يعتبره بلغيث مخططا لثورة كان يعد لها آنذاك· بينما عاد الأستاذ الطاهر لخلف إلى الفترة التي جمعته بالمرحوم بشير بومعزة، الذي وصفه بأعرف الجزائريين بتاريخهم، والذي بين له الكثير من الأمور التي تستحق التدوين، تلك المتعلقة بالحقبة الاستعمارية، وانتقد لخلف أداء وزارة المجاهدين في إحياء ذكرى المرحلة الثورية بشكل عام، بالقول: ''إن ما صرفته الوزارة في الملتقيات والمهرجانات، كفيل ببناء متحف حافظ للذاكرة، في كل منطقة من مناطق الجزائر''· هذا، وقد دعا لخلف إلى إنشاء قناة متخصصة في التاريخ، تعرض منجزات الثورة الجزائرية، حفاظا لها من الضياع· ومن بين الحضور، أكد مدير ''منشورات بغدادي'' أحمد بغدادي، على ضرورة السعي إلى إبطال قانون تمجيد الاستعمار، الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي عام ,2005 وفي المقابل دعا البرلمان القادم إلى توحيد الصف من أجل سن قانون يجرم الاستعمار، ويجبره على الاعتذار ودفع تعويضات· وعرض بغدادي المشروع الجديد الذي تشتغل عليه دار النشر التي يمتلكها، والمتمثل في شراء حقوق بعض الكتب التي ألفها جنود سابقون في الجيش الفرنسي، قاموا بعمليات تعذيب في الجزائر، من أجل ترجمتها إلى العربية ونشرها، العمل الذي يقول عنه إنه: ''غير مدعوم لا من وزارة الثقافة ولا من وزارة المجاهدين''، المشروع الذي استحسنه رئيس النقابة ماضي، وأعلن دعمه له في طبعات بأثمان منخفضة، ضمانا لوصولها إلى القارئ· بينما ذهب مدير دار النشر ''هومة'' رابح بوكريش إلى رفض قطع العلاقات مع فرنسا لاعتبارات براغماتية، وقال: ''إن الجزائر ليست بحاجة إلى تجريم الجزائر وهي منتصرة''·