تلفنتُ لطاطا لويزة حنون حتى آخذ بخاطرها من ردة فعل سي أحمد الذي رفض الزواج السياسي معها ولكني وجدتها غير مكترثة لكلامه ولم تتحسّر على ذلك، وقالت بالحرف الواحد ''أنا قادرة على روحي'' وحزبي له تاريخه وأنا عندي نضالي السياسي المُشرِّف الذي يجعلني أشير بأصبعي الصغير على أي أحد أريده· قلت لها والسي أحمد أيضا له تاريخه ولكن ربما له استراتيجيات أخرى جعلته يرفضك وربما ما تفعله حفصة بنت الرند شوّش على أفكاره وجعله لا يثق في النساء؟··· ثم أنت تعرفين ما يقال في الأمثال الشعبية عن النساء وتفوقهن في الشطارة حتى على إبليس··· صرخت الويزة في الهاتف حتى خلتها تخرج من السماعة·· هل تشبّهينني بحفصة بنت الرند؟ تلك المجنونة التي تريد أن تسقط المعبد على صاحبه·· أنا لويزة الجيجلية لا ألعب في الظلام وكل أوراقي مكشوفة للجميع وطلبي الزواج منه ليس حبا فيه ولكن لتقارب وجهات النظر بيننا بخصوص الاستثمارات الأجنبية، وكذا خطر إقحام المال الوسخ في السياسة··· يعني زواج مصلحة وفقط· قلت لها بعد أن هدأت قليلا··· أنت تفكرين في مصلحة البلد وهو ربما فهم أنك تريدين استغلال زواجكما السياسي حتى تهيمنين عليه وتجعلينه خاتما في أصبعك ولِمَ لا تطلبين أن تكون العصمة في يدك أيضا· قاطعتني بغضب وصرخت من جديد، أنا لا أفكر بهذه الطريقة ولمّحت له بما لمّحت حتى نتعاون فيما بيننا ضد أباطرة المال والفساد· قلت لها ضاحكة، ربما أخطأت الطريق يا طاطا لويزة لماذا لم تخطبي بلخادم أو أبو جرة أو حتى جاب الله رغم أنك ''مرمدتيه'' مرات كثيرة ولكن السياسة لا تعترف بالخصام، ربما هؤلاء كانوا سيفرحون لعرضك المغري ويقيمون الأعراس من أجل الظفر بك وبذلك يكونون طبقوا مبدأ ''تعدد الزوجات'' في العلن· اشمأزت لكلامي وقبل أن تقفل السماعة في وجهي قالت بحدة··· أنا لويزة كحلة وفحلة وأقرص كي النحلة وكل الذين ذكرتهم لا أقبل بهم ولو جاءوا زاحفين على بطونهم، السياسة يا عزيزتي ليست نفاق بلخادم ولا عنجهية أبوجرة ولا شاشية جاب الله·· ثم إني كرهت الرجال·· كرهت الرجال·· كرهت الرجال··