شهدت السهرة الخامسة لمهرجان ''ديما جاز'' بمدينة قسنطينة، أجواء بهيجة وحميمية أضفت على هذه الفعاليات مزيدا من موسيقى الجاز ذات المستوى الراقي بفضل فرق شهيرة مثل مجموعة ''تهوت'' من فرنسا و ''أكا مون'' البلجيكية. وسواء أكان ذلك من محض الصدفة أو عن برمجة متعمدة فإن هاتين المجموعتين ذات الصيت العالمي واللتين كانتا دائما الأكثر وفاء ودعما لفعاليات المهرجان الدولي للجاز بقسنطينة منذ إنشائه قد حظيتا بمكانة في قلب هذه الطبعة التي تمتد هذه السنة على مدار 10 أيام كاملة إحياء للذكرى العاشرة لميلادها. وإذا كان الجاز الذي تمارسه الفرقتان يوصف بالمعقد والمبلور إلى درجة الرياضياتية وخاصة عند فرقة ''تهوت'' الفرنسية كما يبدو من الصعب متابعته من طرف غير المتمرسين في هذا الفن فإن الإقبال كان حاضرا بكثافة سهرة الاثنين الماضي، لتذوق أداء هذه الفرقة التي لها سمعة كبيرة لدى جمهور ديما جاز والذي يعرفها كرمز لهؤلاء الجازمان الدوليين الذين أقبلوا بكل حماس على هذا المهرجان كما حببوه للجمهور القسنطيني الذواق أصلا. ويكن هذا الجمهور أصلا الكثير من الاحترام والتنويه لأسماء العازفين من أمثال فابريزيوو ستيفان وميشال خلال العروض خاصة وأن فاببريزيو كاسال عازف الساكسو الكبير لفرقة أكا مون يتمتع بحميمية من قبل المتابعين شأنه في ذلك شأن ستيفان بابان العازف وقائد مجموعة تهوت الذي يطلق عليه لقب ستيفان ''البايان'' وكذا ستيفان غالان العازف على الباطري ب ''اكي مون'' وميشال هاتزيغورغيو على آلة الباس في نفس الفرقة. وقد تجسدت هذه الحميمية في عروض الفرقتين اللتين قوبلتا بكلمات الثناء والمحبة التي اخترقت أداءهما من قبل المنظمين والجمهور الذي اكتسب على مدى الطبعات السابقة للمهرجان سمعة واحتراما دوليا أكيدا. ويأمل فابريزيو كاسول قائد مجموعة ''أكا أمون'' الذي برع باهتمامه الكبير بالمهارات الشبابية إذ هو برز خاصة في كونه وراء اعتماد والوني لمنحة عزيز جمان من أجل تحسين إتقان المواهب الشبانية للموسيقى الجزائرية في أن يكتسب المهرجان في طبعته العاشرة نفسا جديدا تضمن له إعادة الانطلاقة بوجه جديد.