طال انتظارهم في القاعة ولا أحد ناداهم للدخول.. ورغم مكيفات الهواء الكثيرة التي كانت بالمكان إلا أن الحرارة كانت تبسط سلطتها أيضا هذا ما جعل سعيد سعدي يقول لبلخادم بطريقة استفزازية.. واش بيك يا بوقندورة ما سخنتش؟ تعرفون أن بلخادم يجيد ارتكاب المعاصي السياسية على طول السنة ولكن في رمضان يبدو أنه يتوب بعد أن يقمط نفسه بجلابة وعمامة حتى يبدو أنه نزل لتوه من الجنة. رد بلخادم على سعدي بنفس الاستفزاز وقال.. خليتلك الكوستيم ليك. صرخت لويزة الزينة من زاوية القاعة.. والله نقاش عقيم ومستوى متدني واش هذا الحديث؟ نحن ننتظر على أحر من الجمر ما سيحدث في البلد وأنتم تهتمون بالقميص والسروال؟ راني فهمت علاش البلاد ما رفدتش راسها. تنحنح جاب الله من زاوية أخرى وقال.. اللهم أضرب الفاسقين بالفاسقين واجعلنا من أهل الجنة وهم من أهل النار. أطلق سعدي ضحكة كبيرة وقال مجاوبا.. أشكون أهل الجنة.. أنت؟ ما شكيتش.. وإذا كان الدعاء تاعك مستجاب اعلاش ما تقولش يا ربي نولي بريزيدان؟ حوقل بلخادم وضرب كفيه وقال.. خلو ربي في بلاصتو.. السياسة لأهلها وماشي كل واحد يدير حزب يحب يولي رئيس. نطقت الويزة الزينة بجرأة.. المهم أنت ما تكونش رئيس. كشر بلخادم على أنيابه وبدأت ملامحه الشريرة تسيطر على تقاسيم وجهه وقال لها.. وأنت ثاني مستحيل تكوني رئيسة غير هني روحك. طلع صوت جاب الله وسلطاني متساويا.. لعن الله قوما تحكمه امرأة.. اللعنة.. اللعنة. قهقهت لويزة الزينة عاليا وقالت لهما.. كلكم لا تساوون شعرة من رأسي أيها المنافقون وأنت يا السي الإسلامي لو كان خير تريح في قندورتك. اشتعلت الحرب الكلامية بينهم جميعا وهدفهم جميعا هو الظفر بأكبر قطعة من كعكة الحكم ولكن للأسف صاحب الشأن العظيم هو من يقرر وكلهم يطبقون ومن يسمع كلامهم في قاعة الانتظار يفهم أن البلاد كلها مخدوعة.