خرجت الجمعية الوطنية للزوايا عن صمتها معلنة تنديدها بالمساس بمقدسات الأمة الإسلامية ومعتقداتها، على خلفية إنتاج فيلم أمريكي مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذي أثار سخطا واسعا عبر العالم. الجمعية الوطنية للزوايا التي يقودها قدور قوعيش، المستشار السابق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أطلقت على لسان القيادي عبد القادر باسين تحذيرات شديدة من المساس بالمقدسات والمعتقدات الإسلامية من طرف الغرب. واعتبرت الجمعية الوطنية للزوايا أنه من السيّء أن تقدم أطراف دولية على مثل هذه الأمور متجاهلة ما يمكن أن تنجر عنه من نتائج “كون الإساءة مسّت أحب شخص للأمة الإسلامية وأقدسه على الإطلاق". وأضاف باسين “إننا نحترم شعوب العالم ومعتقداتهم وعلى هذا الأساس ينبغي أن تكون العلاقات بين الشعوب والدول". لكن في الوقت ذاته نددت الجمعية الوطنية للزوايا بالعملية التي وصفتها ب«الجبانة" والتي استهدفت السفير الأمريكي ببنغازي الليبية. وقالت إننا في الجمعية الوطنية للزوايا ننبذ العنف “وندعو للحوار السلمي والأمة العربية والإسلامية إلى ضبط النفس"، وأردف عبد القادر باسين أنه على الشعوب أن تكف عن الخروج إلى الشارع في مظاهرات صاخبة مولدة للعنف “كون المسألة لن تحل بهذه الطريقة ولن تخدم مصالح الشعوب والدول على حد سواء"، واعتبر أنه من البديل أن يتم الرد بتشريف الدين الاسلامي بحسن المعاملة وحملة تعريف بالنبي محمد خير الخلق. يأتي موقف الجمعية الوطنية للزوايا في ظل صمت مطبق لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمجلس الإسلامي الأعلى كأهم هيئات دينية في البلاد، على الإطلاق، إذ لم تصدر هاتين الهيئتين بيانا واحدا بينما يكاد العالم ينقلب رأسا على عقب لهذه الإساءة، وحاولت “الجزائر نيوز" الاتصال مرارا بالدكتور بوعمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلا أن هيئته لم تكن ترد، واتصلت من جهة أخرى بعضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين ومدير تحرير لسان حالها “جريدة البصائر"، السيد عبدوس للاستفسار حول ما إذا كانت الإساءة لنبي الأمة “لا ترقى" إلى أن تكون سببا في اجتماع لمكتب الجمعية ويصدر بيانا رسميا كما فعلت مختلف المنظمات والجمعيات العربية والإسلامية النشطة في مجال الدين، قال هذا الأخير “إني أجهل تماما إن كانت الجمعية قد أصدرت بيانا، ولكننا اطلعنا على تصريحات للرئيس قسوم في الصحف يتحدث باسمها عن الأمر". وكانت بعض الصحف الوطنية قد بادرت بالاتصال برئيس الجمعية عقب ما خلفه بث الفيلم الأمريكي، لمعرفة موقفه وهيئته. واعتبر مصدر من الجمعية أن المسألة أكبر من مستوى عقد اجتماع لصياغة بيان خاص بهذا الحدث المسيء للأمة “أمر لا بد منه".