نفى رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني إبعاده لوزير التجارة بعد قراره الانفرادي بالمشاركة في الحكومة الجديدة التي يترأسها عبد المالك سلال، وأنه ليس من صلاحياته إبعاد مصطفى بن بادة من قيادات الحزب وإطاراتها، غير أن الكثير من شخصيات الحزب كشفت أن مجلس الشورى وبالإجماع قرر إبعاد بن بادة بصفة نهائية من الحزب وعدم مناقشة هذا الإبعاد على الصعيد الإعلامي. وجه رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني العديد من الرسائل المشفرة والانتقادات اللاذعة لوزير التجارة مصطفى بن بادة بعد قبوله حقيبة وزارية رغم قرار حمس بالانسحاب من التشكيلة الحكومية، ولم يهضم بعد أبو جرة سلطاني هذا القرار واصفا إياه بالتخلي عن المشروع الأوسع من مجرد الفوز ببعض المناصب الإدارية، وأضاف قائلا أن المؤسسة “حمس" أكبر من طموحاتهم الشخصية. وأثنى سلطاني في مداخلة له، أمس، خلال إشرافه على افتتاح الندوة الوطنية لإطارات الحركة بمركز الأزرق الكبير بتيبازة على كل من عبد الله خنافو واسماعيل ميمون اللذين امتثلا -حسبه- لقرارات الحركة ورفضا مقايضة أهواءهما لأن النضال السياسي لا يقايض، واعتبرهما من الفئة التي ردت على إخوانهم المنشقين بأن الحركة ليست أشخاصا تقدس ولا شعارات ترفع وهي حركة مؤسسات تقرر وقرارات تحترم ولوائح تضبط مسارات الأشخاص وتلجم نزوات العواطف بنظرات العقول، وذهب أبو جرة سلطاني بعيدا في كلامه حينما تساءل إذا لم تتوفر كل هذه الصفات، فما معنى التربية والانضباط؟ وشرح سلطاني الوضع الراهن للحزب من خلال الجولة التفقدية التي قادته إلى 34 ولاية حسبه، حيث أكد أن هذه الزيارة مكنته من الخروج بملاحظتين هامتين أولهما وجود إجماع على أن أصل المشكلة يكمن في ضعف الانضباط القيادي ولا علاقة للقواعد النضالية بما حدث في الانشقاقين الأول سنة 2008 ويقصد به جماعة مناصرة والثاني في 2012 بعد الانتخابات البرلمانية وقائده وزير الأشغال العمومية عمار غول بتأسيسه لحزب تاج. وحيا ابو جرة في كلمته كل الفئات التي عبرت عن تمسكها بالحزب والوفاء لرجاله والأفكار والمناهج والبرامج، وقال إن مناضلي وإطارات الحزب اجتمعت كلمتها على ضرورة غلق ملف الجدل نهائيا والالتفات إلى المستقبل والاستعداد للمنازلات الميدانية بشعار “الميدان هو المحك". وحول الشأن السياسي الوطني، قال سلطاني إن من البديهيات السياسية وما يجب فعله كأولوية وطنية هو التوافق على صياغة دستور جديد يغير طبيعة نظام الحكم تقوم بصياغته لجنة محايدة حتى لا يكون دستور جبهة أو دستور تجمع أو دستور حركة وإنما دستور شعب. وعرج سلطاني على حملة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وقال إن الحركة نشطت وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية ووجهت دعوة الى تجريم المساس بالمقدسات، كما كشف عن توجيه دعوة لإنتاج فيلم للرد على الإساءة للرسول الكريم، كما أكد تنظيم تجمع بقاعة الأطلس يوم 28 سبتمبر المقبل، وأكد زعيم حمس أن حركته ليست عاجزة عن تنظيم تجمعات وليست خائفة من تنظيم مسيرات شعبية نصرة للنبي خاتم المرسلين.