من أهم الأمور التي تجمع ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزوجته الأميرة هيا بنت الحسين الشغف بالخيل والشعر العربي، ناهيك بالكتابة وتاريخ العرب والإسلام والحفاظ على التقاليد وترسيخها. وتُعد الأميرة هيا الزوجة الثانية للشيخ محمد بن راشد. التقت الأميرة هيا بالشيخ محمد في دورة الألعاب الأولمبية للفروسية في إسبانيا عام 2000، ليفجر هذا اللقاء الذي جمعهما مشاعرالحب بينهما، ويتم تتويجها بالزواج عام 2004، هذا اللقاء لم يكن مرتبا لأن كليهما كان مشاركا في دورة الألعاب، إلا أن الحب كان على موعد مع قلبيهما. حيث تقول الأميرة هيا: “إنه شيء رائع أن تجد من يفهمك دون الحاجة إلى استخدام الكلمات، فما جمع بيني وبين الشيخ مكتوم حب الخيل والفروسية والسباقات، لم يكن حبا من النظرة الأولى بمقدار ما كان تحديا رياضيا: كان يقول لي إنه سيهزمني في المباراة، وكنت أؤكد له أنني من سينتصر. لكن الذي انتصر حينها هو، ولا يزال غالبا حتى اليوم (تضحك وتضيف ممازحة)، لكنني أردد على مسمعه، دائما بعد كل هزيمة، أن الأيام بيننا.. ولا بد من أن أغلبه يوما". وتصف “هيا" علاقتها بزوجها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: أنظر إلى زوجي على أنه رجل عظيم، أنا محظوظة لأنني وجدت أميري وفارسي، لديه الكثير من الطاقة والحيوية والرغبة القوية والشباب فهو ما زال يتمتع ببراءة الأطفال، نتقاسم شغفا كبيرا بالخيل. وأعتقد بأن تجارب الحياة المختلفة التي عاشها كلانا، تجمعنا. وأفضل ما يميّز علاقتنا كزوجين هو تلك الصداقة التي تربطنا. فأنا أحكي للشيخ محمد كل شيء. هو زوجي وأخي وصديقي ورفيق دربي. أما القول إن الفروسية والشعر والكتابة وتاريخ العرب والإسلام وحدها تجمعنا، فلا يفي هذه العلاقة العميقة والاستثنائية، حقها. وأنا فخورة بالدور الذي يقوم به، حيث يقوم بالكثير من المشاريع والأشياء لتغيير وجه العالم العربي لإيمانه بقوة الناس وقدراتهم. وتضيف الأميرة هيا: قبل زواجي، كان بعضهم يردد إنني سأتزوج وأهدأ وألتزم بيتي الزوجي، وقد أضجر من الجلوس في المنزل وأصاب بالملل. هذا لم يحصل، بل على العكس، كثرت المهمات والمسؤوليات الموكلة إلي من الشيخ محمد، ويكاد ألا يكفي الوقت للقيام بما يجب فعله. وفي حين تستعد الأميرة هيا للمشاركة في سباقات للخيل، نشر زوجها قصيدة في صحيفة “البيان" في دبي متمنيا لها الفوز. وأعربت الأميرة عن قناعتها أن بإمكان المرأة العربية أن تتبع أساليب حياتية حديثة مع تمسكها الشديد بالتقاليد العربية والإسلامية في الوقت ذاته. وأوضحت في هذا الصدد “في عملي وفي اللقاءات العائلية أقوم بمراقبة قضايا النساء عن كثب في الإمارات وأبدي إعجابي الشديد بهن (...) كما أنني التقي إماراتيات من مختلف فئات المجتمع ضمن الإطار المهني والاجتماعي". يذكر أن الأميرة هيا تتصدى للعديد من المهام على الصعيد السياسي والاجتماعي والرياضي والشعبي.. منها مهمة سفيرة للسلام في الأممالمتحدة.. ورئيسة الاتحاد العالمي للفروسية، وعضو اللجنة الدولية الأولمبية، وهي حاصلة على العديد من الجوائز الرياضية على المستوى العربي والعالمي، وتسعى لنشر الوعي حول قضايا الصحة والتعليم والرياضة بين الشباب في العالم العربي والإسلامي.