دعا الكاتب والمسرحي مراد سنوسي على هامش لقاء أدبي جمعه، مساء أول أمس، مع الجمهور والروائيين والكتاب والأدباء ببهو المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح ببجاية في إطار برنامج “الأدب في ضيافة المسرح"، دعا إلى ضرورة تنظيم ملتقى علمي حول الاقتباس المسرحي لجمع وجهات نظر مختلفة للمختصين في المجال من شأنها أن تنظم وتؤطر العملية الاقتباسية، وحسبه من الضروري الاهتمام بالاقتباس الذي قال عنه إنه جزأ من ركائز الفن الرابع، وحسبه أيضا، فالهشاشة والفوضى التي يعرفها الاقتباس المسرحي بالجزائر تتطلب إعادة الاعتبار لهذا الجانب وبحث سبل محاربة الرداءة. وانتقد سنوسي خلال هذا اللقاء الأدبي بشدة إلغاء المهرجان الوطني للمسرح المحترف جائزة للأعمال المسرحية المقتبسة “الاقتباس الجدي والصريح والاحترافي يعتبر عملية إبداعية مكتملة"، مضيفا “المشكلة الحقيقية في المسرح ليست في الاقتباس أو الترجمة أو الإبداع الحر بل تكمن في الرداءة"، حيث دعا إلى ضرورة محاربة الرداءة في المسرح والاقتباس “الرداءة في الاقتباس أثر سلبا على المسرح والكتابة". وتطرق مراد سنوسي إلى مدة 17 سنة من تجربته الشخصية مع الاقتباس، مشيرا إلى أن المقتبس ليس بالضرورة أن يبقى وفيا كليا للنص الأصلي وفكرته الرئيسية بل يمكن إحداث بعض التغييرات الطفيفة بين الواقعية والخيالية لكما يتلاءم مع الرسالة المسرحية “الأحداث يمكن أن تكون مغايرة"، يرى أنه من الأخلاق والأدب أن يكون المقتبس احترافي ويذكر كاتب النص الأصلي. وكشف سنوسي أن اللمسة الإبداعية للمقتبس تجعل العمل المسرحي ناجح. وفي هذا الصدد، كشف أن تجربته في الاقتباس كللت بنجاح خصوصا مع اقتباس “متزوج في عطلة" وهي - حسبه - أول مسرحية جزائرية تعرض بالولايات المتحدةالأمريكية، فضلا عن نجاح اقتباس رواية ياسمينة خضرة “الاعتداء" والتي حول عنواها إلى “صدمة" واقتباس أعمال أخرى عديدة على غرار “أنثى السراب لوسيني الأعرج وعدة أعمال أخرى لتوفيق الحكيم وماليفو. وكشف مراد سنوسي أن تجربته الاقتباسية كللت باقتباس 18 عملا مسرحيا و6 أعمال مسرحية في الإبداع الحر “لا أجد أي حرج في الاقتباس ولن أخجل من ذلك لأن هدفي هو التوصل إلى كتابة نص مسرحي جدي وجيد والمقتبس هو من يملك القدرة على الاقتباس باحترافية". من جهة مقابلة، أكد مراد سنوسي أن المسرح لا يمكن له أن يخلو عن الخلفيات السياسية والإيديولوجية.