يحتضن قصر المعارض منذ 8 نوفمبر وإلى غاية اليوم الدورة الثامنة للمعرض الدولي للفلاحة بمشاركة حوالي 90 مؤسسة وطنية وأجنبية، وكالعادة كان الحضور الفرنسي كبيرا ب 12 مؤسسة وإيطاليا ب11 مؤسسة، بالإضافة إلى دول ألمانيا، الأرجنتين، الصين، كوريا، إسبانيا، اليونان، الهند، إيرلندا، النرويج، التشيك، تركيا والولايات المتحدةالأمريكية، فيما حضرت تونس كضيف شرف. ويتضمن المعرض عدة مجالات منها التجهيزات الخاصة بالسقي وجناح خاص بالمنتوجات الغذائية المختلفة في إطار الصناعة الفلاحية، وأخيرا جناح المعدات الفلاحية بمختلف أنواعها. ويهدف المعرض إلى تحقيق أربعة أغراض هي تقديم وترويج المنتجات والخدمات والمعرفة الفلاحية، التواصل من أجل تجسيد الديناميكية الفلاحية، دعوة الشركات الأجنبية لتبادل التجارب والخبرات وأخيرا معرفة المنافسة على مستوى السوق العالمي. في غياب المؤسسات والشركات المختصة في إنتاج الدواجن، فقد كان حضور المؤسسة الوحيدة العمومية للتغذية وتربية الدواجن، حيث علمنا من منظمي المعرض أن مشاركة شركات الدواجن ستكون خلال شهر ماي القادم. وقد دفعنا فضولنا الصحفي إلى البحث عن أسباب ارتفاع أسعار الدواجن، حيث طلبنا من ممثلي شركة تغذية وتربية الدواجن مدّنا بالأسباب الحقيقية التي ساهمت في الارتفاع المستمر لسعر الدجاج كما البيض، حيث علمنا أن السبب يكمن في الأزمة التي تعيشها الشركات المنتجة للأعلاف بفعل الأزمة الاقتصادية التي تضرب جل بلدان أوروبا مما أدى إلى اختلال العرض والطلب، بالإضافة إلى الجفاف الذي يضرب حاليا أوكرانيا التي تعد من الدول الكبرى المصدرة للأعلاف. ويبقى انخفاض إنتاج الأعلاف بالولايات المتحدةالأمريكية أحد الأسباب المباشرة في أزمة الدواجن وارتفاع أسعارها، إذ تعد أمريكا أول منتج عالمي للأعلاف ممثلة في الذرة والسوجا. وحسب مسؤولي المؤسسة العمومية للتغذية وتربية الدواجن، فإن ازدياد الطلب على لحوم الدواجن بكل من الهند والصين أدى إلى ارتفاع سعر الدجاج واللحوم البيضاء بصفة عامة. وبالعودة إلى الارتفاع الفاحش لسعر الدجاج ببلادنا، فقد علمنا من مسؤولي الشركة المذكورة أن إنتاجها يمثل 12٪ من الإنتاج الوطني الكلي، وبالتالي لا تستطيع التأثير على السوق أو مواجهة المضاربين الذين استغلوا الفرصة، خاصة إذا علمنا أن 78٪ من الإنتاج بيد الشركات والمؤسسات الخاصة. وللأسواق الفوضوية والموازية دورها وفي سياق آخر، فقد لعبت الأسواق الفوضوية والموازية المنتشرة عبر الوطن دورا كبيرا في ارتفاع سعر الدجاج على ضوء سوق بودواو للدجاج وسوق تيزي وزو للبيض بالنسبة لمنطقة الوسط، وأسواق العلمة وواد سقان بالشرق، بالإضافة إلى بعض الأسواق المتواجدة بالغرب وهو ما أدى إلى الارتفاع الجنوني في الأسعار خاصة خلال فصل الصيف الذي يتميز عادة بانخفاض في الإنتاج بفعل تخوف المربين من عامل الحرارة الذي يؤثر بشكل كبير على تربية الدواجن بشكل عام، وهو ما يؤدي منطقيا إلى اختلال في العرض والطلب.