ما زالت مسرحية “بيار ومحمد" المنتجة بمناسبة مهرجان أفينيون المسرحي 2011، تسجل إقبالا جماهيريا كبيرا، عبر مختلف القاعات بفرنسا، حيث سجل المنظمون حضورا مزدوجا للمسلمين والمسيحيين، لمتابعة قصة أسقف وهران بيار كلافييه وسائقه محمد بوشيخي اللذين اغتيلا معا بالجزائر سنة 96. تجاوز عدد المتفرجين للمسرحية توقعات المنظمين، التي برمجت لها جولة فنية عبر التراب الفرنسي إلى غاية 2013، وهي التي تضع في استراتيجيتها فكرة الترويج للتعايش بين الأديان، وخصوصا بين الإسلام والمسيحية. أزيد من 500 متفرج، نهاية الأسبوع الماضي، حضر في المركز الثقافي والحياة الجمعوية في مدينة فيل اوربان، وما يعادله في قاعة ثيودور مونود في فولكس أون فالان، وفي سانت هلين بليون، جمهور متنوع بين مسلم ومسيحي وشخصيات بارزة جلست تصغي للمسرحية مثل هنري تيسيي، والكاردينال بارباران أسقف ليون. جاء في بعض مقاطعها وعلى لسان الممثل أداء جون باتيست جيرمان مرفقا بالموسيقي فرانسييكو اجنيلو: “اكتشاف الآخر، العيش مع الآخر، الاستماع للآخر، أن تترك نفسك تتأثر بالآخر، لا يعني أنك فقدت هويتك، رميت بقيمك، هذا يعني أنك شكلت إنسانية متعددة، لا تعترف بالإقصاء". وقد أجمعت وسائل الإعلام الفرنسية على أن المسرحية “نشيد للتسامح بين الديانات"، وأنها حققت “نجاحا فاق التوقعات وآمال أصحاب الفكرة"، في إشارة منهم إلى رهبان الدومينكان في بروفانس فرنسا الذين كتبوا النص من أجل المهرجان في 2011، ولأجل إحياء ذكرى الأسقف المغتال بالجزائر منتصف التسعينيات من القرن الماضي. عز الدين قاسي مدير مسجد فيل اربان، قال من جهته، إن هذا العمل “يحدث ديناميكية في الحوار الاسلامو- مسيحي، والذي لا يجب أن يكتفي بلقاء المؤسسات، بل لقاء الأفراد أهم في وقت تتشنج فيه العلاقات".