قالت الكاتبة ربيعة جلطي، إن روايتها “نادي الصنوبر" الصادر، مؤخرا، بلبنان والجزائر معا، ليست نصا سياسيا كما لم تكتبها إلى المثقفين، بل هي حكاية موجهة للمواطن العربي البسيط. وفسرت الشاعرة اختيارها بقولها إن المثقف الجزائري اليوم مصاب “بعقدة" ومحيطه “مسموم" يستحيل التعايش معه. جلطي أعلنت أن موضوعها الرئيسي هو المال المسلوب وثروة البترول المستغلة والصحراء الملغاة في الجزائر وكامل دول الخليج. قالت ربيعة جلطي، في لقاء نظمته جميعة “الكلمة"، الإثنين مساء، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالعاصمة، إن روايتها الصادرة عن الدار العربية للعلوم في لبنان بالتوازي مع منشورات الاختلاف بالجزائر، حظيت باستقبال كبير في ليبيا التي حلت بها ضيفة بمناسبة ملتقى “رواية المرأة العربية" المنعقد في بنغازي ما بين 20 إلى 22 نوفمبر 2012، بدعوة من وزارة الثقافة الليبية: “وجدت عدد مشجع من الكتاب والشعراء اقتنوا روايتي وقرأوها"، في إشارة منها إلى الحياة الثقافية النشيطة التي وقفت عليها في بنغازي: “الساحة الثقافية الليبية مليئة بالمثقفين من كل الأطياف والتيارات، منهم من قضى عشر سنوات في سجون معمر القذافي، والجميل أنهم اليوم يجلسون معا ويتناقشون دون نفور، وثمة عدد من المجلات والدوريات تصدر تباعا"، لتضيف: “الزيارة أزاحت غشاوة على عيني جراء التغطيات الإعلامية التي أصابتني بنوع من الارتباك والخشية، سرعان ما تبددت بوصولي"، علما أنها اقتيدت مباشرة إلى قناة “ليبيا الحرة" لمحاورتها، معتبرة ذلك مؤشرا إيجابيا على تقلص حجم مقص الرقابة في ليبيا ما بعد الثورة. إستبعدت جلطي أن تكون زيارتها لبنغازي ذات طابع سياسي، أو متأثرة بالموقف الرسمي الجزائري تجاه الثوار: “لم اصطدم بهذا الموقف بتاتا، ولم يجرؤ أحد على سؤالي عن الموقف، بل كان الجميع مقدرا للجزائر ومحترما لثورتها التحريرية 54". وعن أبعاد نصها الجديد، فندت مؤلفته أن يكون حاملا لإيحاءات سياسية تتعلق بمواقع معينة في السلطة الجزائرية، ولا حتى أن تكون استهدفت زمرة من المثقفين أو جلهم: “هي ليست رواية المثقف، بل نص موجه للمواطن البسيط، مع أني كنت قادرة على أن أكتب شيئا يدل كثيرا على حال المثقف والثقافة في الجزائر، بحكم مساري المهني ومسؤولياتي في وزارة الثقافة وكفاعلة في الميدان... أنا كتبت للمواطن العربي عموما الذي يبحث عن نفسه، عن المتحرك ضد الحدود الوهمية التي توضع أمامه". لهذا جاءت أجواء الرواية في جغرافية متحركة، مشخصة في “خالتي عذرا" المرأة التارقية التي انتقلت للعيش في الشمال، وتحمل معها كل أسرار الصحراء، ثروتها وسحرها، ثقافتها وأحلامها. عن المحتوى تشرح المتحدثة: “ثمة حديث عن المال والثروة، عن البترول واستغلاله، وعن العاصمة ومدن أخرى التي يحمل أصحابها همومها". وعن مكانة الصحراء في النص تردف: “أنا لم أنتقل إلى الصحراء في روايتي، ولكنها موجودة بشكل آخر حين أتحدث عن الصحراء الملغاة في الخليج وليس فقط الصحراء الجزائرية.. هي لعبة جمالية أردتها لأصل إلى شيء آخر وليس حتما إلى السياسة".