تحدث هذه الأيام عملية بزنسة كبيرة مساومة أكبر في شراء المناصب المحلية، فبعد شراء رؤوس القوائم وضمان المكانة للظفر بمقعد هاهي العملية متواصلة، وفي إحدى البلديات يقايض أحد الآباء على منصب ابنته التي فازت بالمحليات الأخيرة بنصف مليار وشوية حتى يتفاوض حول مكانتها في البلدية. نهق حماري التعيس وقال معلقا... هزُلت البلد ولا يمكن أبدا أن نقفز ضد نظرية الغش والفساد. قلت... يبدو حتى الناس الذين كانوا يتمتعون بقدر من الاحترام والأخلاق هاهم يغرقون في مستنقع المافيا المالية دون تفكير. قال ساخرا... وهل هناك من يستطيع مقاومة المافيا؟ قلت... طبعا أنت حمار مثقف ومحترم ومتمرس سياسيا ومع ذلك رفضت أن تكون لعبة في يد هؤلاء وأنا متأكد أنك لو أردت الفوز بمنصب ما لفعلت. نهق نهيقا مستفزا وقال... يجب أن تكون حمارا حتى تفعل ما فعلت أنا. قلت مندهشا... هل أفهم من هذا أنك نادم على ذلك؟ وأنت أيضا تريد أن تدخل مزاد المليار وشوية حتى تلوث تاريخك بهذا الرجس السياسي؟ إنفجر من الضحك وقال... أنا حتى على مستوى التفكير لم أخمن يوما أن أمسك هذا المليار الذي تتكلم عنه فما بالك أن أبيع ذمتي به. قلت... لو بعت ذمتك وخلصتنا من هذا العوز، كما سيتخلص ذلك الأب الذي يقايض بفوز ابنته وأصبح “يتكسل" على “تجار السياسة" الذين يشترون رؤوس البشر مثل رؤوس الغنم. قال ساخرا... هذه السياسة عندنا لم تخرج بعد من “الشونطاج" ونظرية “حك تربح" و«حك تعيش" وغيرها من المصطلحات الجديدة التي أصبحت سيدة كل شيء. قلت... كل مرحلة سياسة لها ناسها، وبزناسيتها وقيمته المالية وحتى مفرداتها، هذا تطور نوعي نحو الانحطاط. قهقه حماري عاليا وقال... أدي ولا خلي من يدخل المزاد السياسي يجب أن يقبل بكل شيء حتى بأن يعرض ضميره للبيع على شاكلة “نشاف".