اكتشف الجمهور العنابي وفي مقدمته هواة الفن الدرامي مساء الخميس الفارط، الإنتاج الجديد للمسرح الجهوي عزالدين مجوبي بعنوان “الجميلات" وذلك في عرض شرفي حضره عدد هام من الفنانين والمثقفين ومواطنين شبابا ومسنين. وبكثير من التأمل والاهتمام وهم يتابعون هذا العرض الدرامي الذي أرادته مخرجته الفنانة سكينة مكيو، باسمها الفني صونيا وقفة عرفان وإجلال لكل الجزائريات اللواتي تصدين للاستعمار الغاشم ولكل شهيدة سقت بدمها الطاهر أرض المليون ونصف المليون شهيد من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة ليستحضر الجمهور الذاكرة التاريخية بكل ما تحمله من مآثر وتضحيات لينحي مرة أخرى أمام عظمة تضحيات الأسلاف. وعلى مدى 75 دقيقة من العرض، استوقف الجمهور بتصفيقات حارة أداء بطلات “الجميلات" اللواتي عدن بالذاكرة إلى ملاحم جميلة بوحيرد وفضيلة سعدان وحسيبة بن بوعلي وغيرهن من بطلات الثورة التحريرية. وذلك ما عبرت عنه الشابة أسماء إحدى المدعوات لاكتشاف العرض الشرفي لهذا العمل المسرحي عند خروجها من قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي قائلة إن “العرض زادني فخرا بنضال أسلافنا لاسترجاع سيادتنا على كامل أرض الجزائر". ومن جهتهم، أحيا عدد من هواة الفن الدرامي هذه الالتفاتة الفنية لنضال المرأة الجزائرية واعتبروا المشهد المسرحي لوحات تغص بالمآثر ووقفة تفرض نفسها بالنظر إلى الدور الحاسم الذي لعبته المرأة الجزائرية إبان مسيرتها النضالية. واختارت مخرجة هذه المسرحية من تأليف نجاة طيبوني اللون الرمادي الداكن لفساتين خمسة “جميلات" محكوم عليهن بالإعدام من طرف المستعمر. وتستحضر المسرحية الأحداث بإحدى زنزانات سجن “سركاجي" وذلك في أواخر 1961. ووسط ديكور اقتصر على أبواب الزنزانة، توظف المسرحية الحركة والموسيقى لتروى بطولات وأحلام وآلام مجاهدات وشهيدات تعتز بهم الجزائر اليوم. ويتقاسم الأدوار في هذه المسرحية التي أنتجت بمناسبة خمسينية الاستقلال خمس ممثلات على التوالي، ليندة سلام، لعريبي ليديا وهواري رجاء بالإضافة إلى منى بن سلطان وحنيفي آمال. ويرتقب أن تعرض هذه المسرحية عبر 25 ولاية من الوطن وذلك في إطار جولة فنية تنقل الوقفة التكريمية ل “جميلات" الجزائر.