استاءت المنظمة العالمية للتغذية “فاو" من سلوك المستهلك الجزائري للخبز الذي أصبح يرمى بكثرة في المزابل ودعت من خلال ممثلها في الجزائر استهلاك الخبز بعقلانية والكف عن هذا التصرف المشين. نهق حماري بسخرية وقال.. الجزائري أصلا يأكل سوى الخبز، كيف يمكن أن يستهلكه بعقلانية؟ قلت.. لا تتغابى أيها الحمار، العقلانية موجهة للتبذير وليس للاستهلاك العادي. قال.. معنى هذا أننا شعب لا يعرف حتى كيف يأكل الخبز، وسلوك المزابل هذا دليل على عدم تحضرنا. قلت.. وهل كنت تصنف نفسك من الشعوب المتحضرة حتى تُفاجأ بتقرير المنظمة العالمية للتغذية؟ قال ناهقا.. لم أفكر يوما في التحضر لأني أعرف أن السلوك البشري ثقافة أيضا ومن يرى سلوكنا يدرك تمام الإدراك أننا ما نزال بعيدين بسنوات ضوئية عن هذه الثقافة. قلت.. أكيد أنت تقصد سلوكاتنا السياسية أيضا؟ قال ضاحكا.. طبعا، السياسة هي أم المعاصي والموبقات، وإذا رأيت شعبا يحسن التصرف ويعرف كيف يمارس السياسة بحضارة فاعلم أن كل السلوكات الأخرى ستكون حضارية بدءا بالخبز إلى آخر شيء يمكن أن تفكر فيه. قلت.. ربما رمينا للخبز دليل شبعنا وبهذا تسقط كل الأصوات التي تقول بأن الدولة جوّعت الشعب. ضرب الأرض بحافريه وقال.. والله فكرة يمكن أن تعتمدها مصالح الدولة حتى تفند الإشاعات التي تقول بأن الدولة في وادي والشعب في وادٍ آخر. قلت.. مهما كان وحتى لو كان الشبع لا يجب أن يكون سلوكنا متخلفا إلى هذا الحد. قال.. نحن متخلفون في كل شيء في لباسنا وعملنا وكلامنا وأفكارنا، كيف تريد أن نتقدم في ثقافة الأكل والبقية لا؟ قلت.. علينا أن نصلح من سلوكنا يا حماري اللعين. قال صارخا.. كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟