أجمع عدد من المثقفين المشاركين في المنتدى الدولي حول “المكتبة الاستعمارية في بؤرة التركيز" بالعاصمة السنغالية داكار، على إدانة عملية تدمير المخطوطات القديمة، التي كانت محفوظة في معهد أحمد بابا في مدينة تمبوكتو شمال مالي، حسبما أوردته وسائل إعلام يوم أول أمس الجمعة. وأدان مثقفون منهم مؤرخون وفلاسفة وجغرافيون في اختتام المنتدى، عملية تدمير المخطوطات التي “تظهر رغبة في محو الذاكرة الفكرية والثقافية بشكل منهجي والتي بدأت في شمال مالي مع تدمير الأضرحة والمواقع التاريخية". وأكدوا أن “حفظ ونقل المعرفة هي أولوية وحق وأي انتهاك لهذا الحق يعد جريمة". كما طالبوا في ذات السياق “الحكومات الإفريقية بأن تتخذ إجراءات ملموسة لحماية المكتبات والمخطوطات والأعمال الفنية الروحية الأخرى قبل فوات الأوان". وكان مسلحون قد أضرموا النار في مكتبة مخطوطات قديمة في مدينة تمبوكتو، أثناء فرارهم منها قبل دخول القوات الفرنسية والمالية إلى المدينة. ويوجد في تمبوكتو حوالي 300.000 مخطوط محفوظ البعض منها يعود إلى ما بين القرنين ال 13 و16 للميلاد، ألفها علماء من المدينة ومن مدن أخرى أو تمت مقايضتها في أسواق شمال إفريقيا وبلاد الأندلس والبلدان الواقعة في الشرق. وتشهد هذه المخطوطات على حضارة عريقة تحتوي على دراسات دينية، رياضيات، الطب، علوم الفلك، الموسيقى، الأدب والشعر والهندسة المعمارية. وقد ساعدت اليونسكو على إنشاء مركز البحث احمد بابا، حيث وضعت 40.000 مخطوط منها 10.000 مخطوط مرقم.