اختتمت القمة الأوروبية، أول أمس، ببروكسل، حيث تمكن القادة السبع وعشرين لدول وحكومات الاتحاد الأوروبي، بعد نقاشات ماراتونية دامت 26 ساعة، من افتكاك توافق حول ميزانية “تقشف" على امتداد السبع سنوات القادمة 2014 - 2020. بدا جليا قبل الاتفاق خلال اليوم الأول من مشاورات الزعماء الأوروبيين، أن الاتحاد الأوروبي منقسم حول الميزانية المقبلة للاتحاد الأوروبي إلى غاية العام 2020، بين الداعين إلى تبني خطة أكثر طموحا، في مقدمتهم فرنسا وإيطاليا، وبين المطالبين باقتطاعات صارمة في النفقات، والتي ترفض الدفع أكثر، وعلى رأسهم بريطانيا، وعلى الجانب الآخر هناك البلدان الفقيرة التي تطالب بالحفاظ على المساعدات الإقليمية. على الرغم من الاختلافات وبعد أكثر من ستة وعشرين 26 ساعة من المناقشات، لاحت في الأفق بوادر تسوية بين القادة الأوروبيين حول تحديد إجمالي إنفاق الاتحاد الأوروبي. اعتمادات الالتزام التي تمثل سقف الإنفاق المسموح به والمقترح، في اليوم الأول من القمة، انخفضت من 972 مليار يورو إلى أقل من 960 مليار يورو، في حين أن اعتمادات الدفع تبلغ 908 مليار يورو مع هامش صرف قدره 12 مليار يورو. وحسب هذه المعطيات، يتجه الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه نحو خفض الميزانية، ويقتصر هذا الأخير إلى 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي مقارنة بالسنوات السابقة بنسبة 1.13 في المائة، الأرقام - حسب مراقبين - لم ترض الجميع. وستشمل الاقتطاعات مبالغ مخصصة للبنية التحتية، وكذا مصاريف لتسيير المؤسسات، إضافة إلى ميزانيات البحث والابتكارِ والمساعدة على التنمية، بالإضافة إلى المساعدة المقدمة للمواطنين الأوروبيين الأكثر فقرا. بعد ساعات من المناقشات والمشاورات لم ترق نتائجها في ختام الاجتماع إلى تطلعات الجميع، إلا أنه تم وضع الخطوط العريضة لاتفاق على الميزانية في السنوات السبعِ القادمة، حيث قدرت الميزانية، حسب تصريح الرئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكيتي، في بيان تلقت “الجزائر نيوز" نسخة منه، ب 959 988 مليون يورو. المؤكد أن اتفاق الميزانية الذي توصل إليه القادة الأوروبيون، سوف يلزم المؤسسات الأوروبية المنتشرة بكامل أرجاء القارة العجوز، في أتباع سياسة تقشفية من أجل أن تكسب أوروبا رهانات هذا التحدي. وصرح رئيس الوزراء الأول للوكسمبورغ، جون كلود جينكار، عقب لقاء القمة، لوسائل الإعلام، قائلا “إننا لسنا راضين قليلا، لأنه لم تكن هناك استجابة لكل تطلعاتنا وطموحاتنا، إلا أن النتائج يمكن اعتبارها مرضية". ويقول المفوض الأوروبي، بانوش يفاندوفسكي، في بيان، عن نتائج القمة الأوروبية، تلقت “الجزائر نيوز" نسخة منه، “هذه خطوة مهمة بالنسبة للشركات الأوروبية، المناطق الأوروبية، العلماء، المنظمات الغير حكومية، وجميع المستفيدين من أموال الاتحاد الأوروبي، أشعر بخيبة أمل لأن المجلس الأوروبي قد اختار تخفيض بعض المبالغ المالية من ميزانية الاتحاد الأوروبي مستقبلا، لكن في الوقت نفسه، الدول الأعضاء يجددون ثقتهم في الاتحاد الأوروبي الذي اكتسب المزيد من المهارات". وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، في بيان له “إن الاتفاق جاء ثمرة يومين من المفاوضات"، مضيفا أن “الأمر كان يستحق الانتظار"، كما اعترف، خلال ندوة صحفية حول الميزانية التي تقدر، تقريبا، ب 960 مليار يورو في انخفاض ب 3.4 بالمائة، مقارنة بميزانية 2007-2013 قائلا عن الميزانية المتفق عليها “هذا ليس مثاليا للجميع"، مضيفا في السياق ذاته “لكننا ننظر بها -الإجراءات التقشفية- إلى المستقبل، فهي واقعية وتوجهها المخاوف الملحة"، مضيفا “ببساطة، لا يمكننا تجاهل الوضع الاقتصادي، فهو صعب للغاية". سعداوي إسلام / المجلس الأوروبي