قال حماري وهو يتصفح الوجوه الكثيرة لجماعة الأفلان تلك التي تهاجم وتلك التي تدافع وتلك التي تلتزم الحياد والصمت وقال... أصبحوا جميعهم مثل نجوم السينما ولا يفوتون يوما دون تصوير أو تصريح. قلت ساخرا... يا ريت كان ما يقولونه ذا معنى أو طعم أو رائحة. قال... ومتى كانت الأحزاب تقول أشياء ذات معنى وبالأخص الأفلان الذي اشتهر مؤخرا في عهد بلخادم بالمعارك الطاحنة؟ قلت... لماذا إذن يصرون على تواجدهم اليومي على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز؟ قال ناهقا... حتى يؤكدون لأنفسهم أنهم ما زالوا على قيد الحياة، أنت تعرف من يكبر ويعيش ويترعرع في كنف الأفلان لا يمكن أن يخرج عنه ويصبح مثل السمكة التي لا تستغني عن الماء. قلت... ماذا لو رفعت السلطة يدها عنهم جميعا؟ قال ساخرا... ومن قال أنها ستفعل؟ قلت... ربما ستستنجد بوجوه أخرى تستكمل بها المهمة؟ قال... لا أحد ينفع في مهام السلطة سوى جماعة الأفلان وأنت ترى كيف ينتشرون في الوزارات وفي البرلمان وفي مجلس الأمة مثلما ينتشر... قاطعته ضاحكا... لا تقل فقط مثل الوباء؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. وكيف عرفت؟ قلت... أعرف كيف تفكر وأعرف تركيبتك النفسية عندما تكون مكتئبا هكذا. قال... الغريب أن الشعب وحده من يشعر بالاكتئاب أما باقي المسؤولين فليس لهم نفس الشعور و لو بالتكلاخ. قلت.... من يملك كل شيء لا يمكن أن يحزن ضرب الأرض بحافريه وقال... المشكلة أنهم يتوهمون ذلك فقط ولا يملكون سوى الوهم لأن ما بني على باطل فهو حتما باطل ولكن ظاهر الأشياء يقول عكس ذلك تماما.