انتهت تعاونية ورشة الباهية المسرحية، من تمرينات عملها الجديد ''ميطامورفوز'' الذي يخرجه سعيد بوعبد الله، المدير السابق للمسرح الجهوي عبد القادر علولة، ومن المنتظر أن يتم تقديم العرض العام لهذه المسرحية نهاية الأسبوع القادم على ركح مسرح سعيدة. ستثير ''ميطامورفوز'' من دون شك نقاشا، عند عرضها للجمهور من العديد من الجوانب. أولها أنها اقتباس من نص مسرحي عالمي للأديب والكاتب المسرحي الفرانكوروماني أوجين إينيسكو ''أميدي.. كيفية التخلص''، والتي اقتبسها المسرحي الجزائري عمر فطموش. شكّل دائما النص الأصلي، الذي صنّف في خانة ''مسرح العبث''، وإلى أيامنا هذه، مادة أولية للكتابة المسرحية، حيث كان محل اقتباسات عديدة في مختلف مسارح العالم، بعد أن كان مسرح بابيلون الصغير في باريس، أول فضاء يعرض فيه هذا العمل سنة 1954، أعاد كتابته عمر فطموش على ما يبدو بما يتوافق مع النقاش الفكري والبسيكولوجي، وربما السياسي أيضا في بلادنا. واتفق النقاد حينها أن ل''أميدي'' علاقة مع الحرب العالمية الثانية ونهايتها. يجري في نص عمر فطموش، نقاش بين زوجين، ''مخلوف'' الذي يبلغ من العمر 60 سنة، وهو الدور الذي يؤديه ميمون كواكي، و''خيرة'' التي تشخصها فاطمة الزهراء حسناوي، حول مولودهما الذي جاء إلى الدنيا وهما متأخرين في السن. ولد لكن ميّتا. ترفض خيرة هذا الواقع وتضعه في غرفة رطبة وترعاه مدة 15 سنة. في الوقت الذي لم يستطع زوجها ''مخلوف'' مواصلة عمله. وتجري أطوار المسرحية في هذا الجو الوهمي في واقع مر ومضحك في كثير من المقاطع. وبعد مرور كل تلك السنين وما عاناه مخلوف مع زوجته خيرة المتوهمة والحالمة، التي كانت تحضر في أوهامها لتزويج ابنها، ينتفخ ''جسده'' في الغرفة التي وضعته فيها وينفتق في الغرفة. لتعود إلى الواقع وتضطر إلى البحث عن قبر لتدفنه. وفي طريقهما إلى المقبرة يعثران على صبي مرمي في الطريق، ويقرران رعايته ومواصلة الحلم مع مخلوق حي، حقيقي وجميل. ولقد أدخل مخرج هذه المسرحية سعيد بوعبد الله تقنية بصرية، حيث يبدأ العرض بشريط فيديو، أنجزه مساعده هواري مسري، يتضمن تحضيرات الفرقة لهذا العمل والنقاشات التي دارت بين أعضائها ليخرج ميمون كواكي من الشاشة ويبدأ العرض المسرحي الذي أنجز له السينوغرافيا حزاتي علي في جو موسيقي من توقيع عبد الله غربال.