ساعتان قادتنا خلالهما فرقة المسرح الجهوي لتيزي وزو، إلى عالم الكاتب الفتاك مولود فرعون، حيث تلك العلاقة المهووسة بين الأفراد داخل العائلة المتأرحجة بين التقاليد والرغبة في الاقتراب من ضوء الحياة الجديدة. تدور أحداث المسرحية في سنة 1920، تناولت مواضيع عديدة مثل الأرض، الصراع بين الأفراد، ضياع القيم التي كانت تحكم الناس، والعائلات التي تفعل المستحيل للحصول على ولد (ذكر) يرث اسمها، أرضها ومالها. القصة تبدأ ب “عمر"، الذي لحق عمه للعمل معه بفرنسا، إلا أن هذا الأخير قتل على يد الفرنسيين، لتبقى الشكوك تدور حول ابن أخيه. بعد عودته إلى قرية “اغيل زمان"، لم يتقبل السكان عمر (الذي أدى دوره ببراعة مليك فلاغ)، كونه عاش 15 سنة في الغربة وأحضر معه زوجته الفرنسية “ماري"، التي جسدت دورها “حسيب كاميليا"، لتنطلق بذلك موجة الغيرة بين النساء مثل “شابحة" (تقمصت دورها كهينة أونال)، التي كانت حبه الأول، وغيرة بين الرجال حول الأرض والأملاك. مسرحية “الأرض والدم"، التي اقتبس نصها “محمد زماييش" من رائعة “مولود فرعون"، أخرجها “حما ملياني"، تناقش في طابع جمع بين الدراما والكوميديا، العلاقات العائلية وبعض الظواهر الاجتماعية مثل لجوء السكان إلى الشعوذة والسحر من أجل الحصول على (الذكر) الوريث. سينوغرافيا المسرحية جعلتنا نعيش أجواء منطقة القبائل، حيث جمع ديكور المسرحية بين المناظر الطبيعية الخلابة التي تمتاز بها والنمط العمراني للبيوت سواء من الداخل أو الخارج، إضافة إلى العادات والتقاليد، هذا وارتدى الممثلون ملابس تقليدية، مثل البرنوس، الجبة والملحفة. ورغم أن المسرحية كانت بالعربية، إلا أن الممثلين لم يغفلوا استخدام بعض العباراة الأمازيغية من تارة إلى أخرى، لتختتم بأغنية بالأمازيغية غناها الممثلون ال19. يجدر بالذكر، أن أول عرض للمسرحية كان في المسرح الجهوي كاتب ياسين لتيزي وزو، يوم ال 15 مارس، بمناسبة ذكرى رحيل “مولود فرعون"، لتنتقل الفرقة عبر التراب الوطني في دورة لتقديم عرضها، حيث جالت غرب الجزائر مثل “مستغانم"، “معسكر"، “سيدي بلعباس".. لتصل إلى العاصمة، حيث قدمت عرضها الأول بالمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي" والثاني بالموقار.