أعلنت فرقة المسرح الجهوي للعلمة دخولها غمار منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة، أول أمس، خلال تقديم عرضها “الركوع للثرى" بقاعة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي. تدور أحداث المسرحية في غرفة تعذيب أو كما سماها كاتب النص،عبد الحليم بوشراكي، مسلخ المجاهدين، يديره الجنرالان “بيجار" و«روبرت"، اللذين يستمتعان بتعذيب الأسرى الجزائريين، وقد أدى دورهما بوزيدة وائل وسقني عيسى. العرض الدرامي الذي أخرجه جقاطي عيسى، يصور الليلة الأخيرة للشهيد العربي بن مهيدي (أدى دوره هشام قرقاح)، وكيفية تحطيمه لنفسية جلاديه بصموده حتى لحظاته الأخيرة، حيث أخرج الشهيد من الصورة الملائكية وأعطاه صورة إنسانية فصرخ وتألم خلال تعذيبه، بل وبكى من شدة الألم، ونطق في لحظة ضعف ببعض الحقيقة لجلاديه في كونه قائدا للمجموعة، إلا أنه تدارك نفسه وعاد إلى كفاحه الصامت. السينوغرافيا التي صممها مراد بوشهير، بقيت على حالها ولم تتغير، حيث صور لنا مكتب التعذيب وقبوه. ولعل حصر أحداث المسرحية كلها في نفس المكان ونفس الموضوع جعلت العرض الناطق بالعربية الفصحى يتصاعد في الأداء حينا، ويتقهقر أحيانا ليصبح مملا بعض الشيء، حيث بقي الممثلون يدورون حول نفس النقطة.. تعذيب العربي بن مهيدي الذي بدوره يرفض الكلام، ليقدموا لنا عملا مليئا بالصراخ في نص مباشر ومنمق.