أكد الوزير الأول عبد المالك سلال ، أمس، على وجود "خلل" في الاتصال، وذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي. وقال سلال في هذا الإطار:«حان الوقت أن نأخذ بزمام الأمور في مجل الاتصال ولست أدري أين الخلل"، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن "يولد مشاكل في عمق المجتمع". وحمل سلال المسؤولية في هذا الإطار للمؤسسات، وقال:«بحكم تجربتي - يقصد كإطار في هذه المؤسسات - المشكل يوجد داخل هذه المؤسسات، وإذا لم يقدم المسؤول المعلومة فلا أحد يتحرك". ودافع سلال عن الصحفيين من ناحية أن "المشكل ليس في الصحفي ولكن في من يزوده بالمعلومة"، مضيفا أنه "ما عدا الدفاع الوطني الذي ترتبط على مستواه المعلومة بسر الأمن الوطني، فلابد أن نحسن الوضع بإعطاء المعلومة في الوقت المناسب". وأكد سلال، خلال هذا الملتقى الذي احتضنه جنان الميثاق في أعالي العاصمة، أن "معظم مؤسسات الدولة ليست متماشية مع المجتمع التقديري"، في إشارة منه إلى المجتمع الافتراضي الذي يعج بمواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنت مثل "الفايسبوك "و"تويتر"، مضيفا أن "الدعاية تأتي أكثر من خلال هذه الأنظمة التي أصبحت تلعب دورا هاما في الإعلام". وأكد سلال أن التحديات بالنسبة للإعلام والاتصال تتمثل في كون كل المسؤولين عليهم العمل بشفافية وفي إطار جواري، مضيفا:«لقد رأيتم إلى أين وصلنا!"، في إشارة منه إلى التصريحات الرسمية التي تصدر ولا يتم تصديقها، كما حدث مع الجدل الإعلامي الذي رافق التصريحات الرسمية حول مرض الرئيس بوتفليقة. وأكد سلال أن "المؤسسسة التي لا تتكلم حيث يجب عليها أن تتكلم هي مؤسسة بكماء"، مشيرا إلى جوهر هذه العبارة كمحور ضمن عدة محاور أخرى ينبغي العمل عليها، وملحا على ضرورة أن تلعب الهيئات والمؤسسات العمومية دورها في هذا الاتجاه. وأكد سلال أنه لا يفهم أن يتم الحديث فقط عن الرئيس بوتفليقة ومرضه، في حين لا يتم الكلام عن رؤساء آخرين يتلقون هم أيضا العلاج في الخارج، وموجها عتابا لطيفا لمن يقوم بذلك بقوله "شوية"، قبل أن يضيف أن هناك مشاكل على مستوى الحكامة ونقص الثقة في بلادنا، ولكن "الجزائري يحب بلاده"، مطالبا بالابتعاد عن التشويه. من جانبه، أكد وزير الاتصال، محمد السعيد، على أهمية وجود نظرة بعيدة المدى تندرج ضمن استراتيجية محكمة من شأنها أن تجعل من الاتصال المؤسساتي، كما قال، عملية تفاعلية. وقال الوزير، خلال هذا الملتقى الذي تنظمه الوزارة التي يشرف عليها، إن الاتصال المؤسساتي لايزال بحاجة إلى دفع وتنظيم، وهناك مؤسسات عمومية لم تتكيف بعد مع هذا المجال". للإشارة فإن هذا الملتقى الذي يدوم يومين يعرف مشاركة عدة خبراء وطنيين ودوليين في مجال الاتصال، فضلا عن ملحقي إعلام ومدراء خلايا اتصال في عدة مؤسسات عمومية ووزارات وهيئات رسمية، على غرار الدرك الوطني والأمن الوطني والجمارك والحماية المدنية. ويتضمن جدول أعمال هذا الملتقى إلقاء عدة محاضرات ومداخلات، متبوعة بنقاشات في مواضيع ذات صلة بموضوع الملتقى، على غرار مراحل تطور الاتصال المؤسساتي في الجزائر. كما يعرف هذا الملتقى تنظيم عدة ورشات ذات صلة بالموضوع. كما ينتظر أن يختتم هذا الملتقى بإصدار عدة توصيات خلال الفترة المسائية من اليوم الإثنين، باعتباره اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى الذي دعي خلاله صحفيون أيضا للمشاركة ضمن الورشات التي تم إطلاقها.