أعلن قائد أركان الجيش التونسي الجنرال رشيد عمار -في وقت متأخر من أمس الاثنين- مغادرة منصبه والتقاعد، مفجرا بذلك جدلا واسعا بشأن خروجه في هذا الوقت بينما تعيش البلاد توترا سياسيا، كما تأتي استقالته إثر تقليد الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي له بالدرجة الكبرى من وسام الجمهورية، وإشادته به وبالمؤسسة العسكرية وتجديده دعمه لهما. وقال الجنرال رشيد عمار -في برنامج حواري مباشر على قناة "التونسية" الخاصة- "قررت أن أترك الخدمة بموجب الحد العمري، طلبت (ذلك) من الرئيس السبت الماضي ووافق على خروجي". وتأتي استقالة الجنرال عمار إثر تقليد الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي له بالدرجة الكبرى من وسام الجمهورية، بحضور رئيس الحكومة المؤقتة علي العريض ورئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر. وأشاد المرزوقي -في كلمة له أمس بقصر قرطاج أثناء الاحتفال بالذكرى ال57 لإنشاء الجيش التونسي- بأداء المؤسسة العسكرية التي قال إنها تحتفل بذكرى تأسيسها بينما يكافح الجيش -بعد أكثر من عامين على الثورة- لأداء مهامه على أكثر من جبهة، وأعرب عن تضامنه الكامل مع المؤسسة العسكرية، مؤكدا أنه يدين بشدة الهجمات التي استهدفت أعلى كوادر وقيادات الجيش. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن المرزوقي إعلانه في كلمته "تجديد الثقة" -باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة- في المؤسسة العسكرية لمواصلة مهامها، كما دعا إلى حماية سمعة الجيش وسمعة قياداته "من الذين يسعون للإرباك والتشكيك والتحقير، ومن يطالبونه بالخروج عن الشرعية". من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع التونسية أن المؤسسة العسكرية ستبقى مؤسسة جمهورية في جوهرها ومبادئها وعقيدتها، وملتزمة بالشرعية القانونية والحياد وبمنأى عن السياسة وتجاذباتها.