الشيخ عبد الرحمن شيبان عالم جليل من أعلام الدعوة الإسلامية والعلوم الشرعية، قلّ أن يتكرر مثله، من المجاهدين الذين ناصروا الدعوة الإسلامية في الجزائر منذ وقت مبكر وأسسوا فيها صروح العلم والفكر والإصلاح. ولد الشيخ عبد الرحمن شيبان سنة 1918 ببلدة الشرفة، بولاية البويرة، أين تعلم القرآن الكريم وتلقى مبادئ العربية، حَجَّ مع والده سنة 1928 وعمره لا يتجاوز العاشرة. وفي العشرين من عمره شدَّ الرحال إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1938، ونال شهادة التحصيل في العلوم سنة 1947، عيّنه رئيس جمعية العلماء المسلمين محمد البشير الإبراهيمي أستاذا للبلاغة والأدب العربي بمعهد ابن باديس بقسنطينة سنة 1948. وصُنِّف من أساتذة الطبقة الأولى بالمعهد (مستوى شهادة العالمية) سنة 1954. وعمل الفقيد محرّرا في جرائد: النجاح، والمنار، والشعلة... والبصائر، لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بتكليف من الإمام الإبراهيمي، المدير المسؤول عن الجريدة. ويعتبر الفقيد من المجاهدين في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني، عضوا في لجنة الإعلام للجبهة ومشاركا في تحرير جريدة المقاومة الجزائرية. وفي عهد الاستقلال انتُخِب عضوا في المجلس الوطني التأسيسي سنة 1962، حيث كان مُقرّرا للجنة التربية الوطنية.وكان من أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد دستور الجزائر، ومدافعا عن الإسلام دين الدولة و العربية اللغة الوطنية الرسمية. عُيّن مفتّشا عاما للغة والأدب العربي، والتربية الإسلامية في مؤسسات التعليم وفي المجال الديني. شغل الفقيد منصب عضو في المجلس الإسلامي الأعلى، وعُيّن وزيرا للشؤون الدينية من 1980 إلى 1986 وكان من المؤسسين لمجمّع الفقه الإسلامي الدولي وساهم في تأسيس معهد العلوم الإسلامية. كما بذل جهدا في افتتاح جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، وتعيين الداعية الشيخ محمد الغزالي رئيسا لمجلسها العلمي، وتمكينه من إلقاء دروسه المتلفزة حديث الاثنين . ساهم منذ 1991 في تجديد نشاط جمعية العلماء المسلمين وتولّى رئاستها، وإدارة جريدة البصائر الأسبوعية. كما استرجع في سنة 2002 نادي الترقي التاريخي وبعث تراث جمعية العلماء المتمثل في جرائدها: الشريعة، السنّة، الصراط، الشهاب، والبصائر كاملة. وبعد رحلة عمر في الدّعوة والفكر والعمل للإسلام دامت 93 سنة، توفي الشيخ إثر مرض عضال ألزمه الفراش بإحدى العيادات الخاصة بالعاصمة الجزائرية ودفن بمقبرة سيد أعمر الشريف بمسقط رأسه بولاية البويرة.