الجزائر - أكدت عدة شخصيات ليلة الخميس إلى الجمعة بالجزائر العاصمة أن الفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان من الإعلام والفقهاء والمربين الكبار الذي أنجبتهم الجزائرالذي أفنى حياته في خدمة الإسلام واللغة العربية والوطن. وذكر هؤلاء بمناسبة وقفة تكريمية نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حضرتها عدة شخصيات وطنية وسياسية ودينية وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر ورفاقه و أقاربه المرحوم " أن المرحوم الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي وافته المنية في بحر الأسبوع الماضي كان نموذجا كاملا لهؤلاء العلماء الجزائريين الأفاضل أمثال عبد الحميد بن باديس والشيخ الإبراهيمي وغيرهم في مجال التربية والتكوين لتأصيل الثقافة الإسلامية والتراث العربي وبعثهما عند مختلف الأجيال. فبعد آيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ محمد الإبراهيمي أطلق وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله بالمناسبة اسم المرحوم عبد الرحمن شيبان على المسجد العتيق بحيدرة بالجزائر العاصمة . كما أثنى غلام الله مطولا على الخصال الحميدة ومناقب المرحوم والعالم الجليل الذي كان يتميز كما قال بقوة الحجة والثبات على المبادئ والصفات الأخلاقية العالية والمواقف الصلبة ومحبة العلم والعلماء والبحث والتوثيق مآثرهم تأليفا ونشرا. وقال الوزير أن من الأشياء آلتي تحسب لفقيد شيبان إدماج المعلمين غير النظاميين في سلم التربية والتعليم وتعويضهم ماديا معنويا اعترافا لما قدموه في التربية إلى جانب إشرافه على لجنة التأليف رفقة أساتذة ليتفرغوا في تأليف الكتب المدرسية. كما كان المرحوم- يضيف الوزير - ضمن هيئة الإرشاد والإعلام رفقة كل من أحمد بومنجل وعبان رمضان ومحمد يزيد حيث كان فهمه للوطنية فهما دينيا الإسلامي واسعا. وكان شقيق المرحوم سعيد شيبان و الحزن بادئ على محياه قدم هو الآخر كلمة موجزة عن رفيق دربه ذكر فيها بعض الجوانب التنشئة للفقيد والملامح عن حياته المليئة والزاخرة بالأحداث والمواقف في مجالسة العلماء والغرف من مختلف بحور العلوم عملا بالمقولة الشهيرة للمتحدث تعلم وعلم. كما عرج سعيد شيبان إمام الحضور القوي لهذه الوقفة التكريمية للمصلين بهذا المسجد الذي كان من رواده ببعض المحطات الهامة من حياة الفقيد التي كانت بمثابة منارة للاسلام والوطن. ومن جهته ذكر وزير الثقافة السابق محمد العربي دماغ العتروس بمناقب الرجل كمعلما ومربيا ومدويا بقلمه في بعض الجرائد كجريدة "المجاهد بالعربية"عن الجزائر الثورة مضيفا بأنه كانت له صورة ورؤية فلسفية مستقبلية ومنهجية رائعة في التأليف المدرسي وتكوين مختلف الأجيال منها كتاب المطالعة واحد الفرسان الحرف الضاد العربي. أما الأستاذ الهادي الحسنين فقد صال وجال في تشريح مآثر الشيخ المرحوم عبد الرحمن شيبان مشيرا إلى أن من بين منجزاته تكوين لجنة إحياء تراث جمعية علماء المسلمين واسلمة ملتقيات الفكر الإسلامي كما خاض معركة استرجاع مسجد باريس الذي بني بأموال جزائرية على حد قوله وتأسيسه مجلة العصروحرصه سنويا عندما كان على راس وزارة الشؤون الدينية لبعث ثلة من العلماء والفقهاء الجزائريين لامامة المصلين المسلمين في الخارج خلال ليالي رمضان المعظم. وقال الشيخ محمد مكركب عضو بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في هذه الوقفة أن " الراحل عبد الرحمن شيبان كان عالما كبيرا له نظرة ثاقبه وحكمة بالغة والمام واسع بالعلوم الدينية والشرعية وغيرها من العلوم". وقال الداعية أن الفقيد كان "يتميز بالتزاوج بين الدعوة التوفيقية للوحدة التوفيقية لوحدة الشعب الجزائري والدعوة إلى الرسالة المحمدية إضافة إلى ما تحتاجه الأمة الجزائرية المسلمة من تقدم وتطور الصحيح " . وتساءل في الأخير الشيخ مكركب عن مآثر المرحوم الشيخ شيبان وكيف الاستفادة والغرف منها لتكون بمثابة المنهجية للاجيال. و للإشارة كان قد انتقل الشيخ عبد الرحمن شيبان إلى رحمة الله يوم الجمعة الفارط عن عمر يناهز 93 سنة بعد مرض عضال. و قد تحصل عبد الرحمن شيبان- الذي ولد في 23 فبراير 1918 و تتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس بمدرسة جمعية العلماء- على شهادة التحصيل في العلوم بجامعة الزيتونة بتونس سنة 1947. و درس المرحوم البلاغة و الأدب العربي بمعهد الامام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة حيث اعتبر واحدا من أهم الاساتذة بالنظر إلى معارفه الواسعة. كما حرر الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي كان عضوا بارزا في جمعية العلماء المسليمن الجزائريين اضافة إلى مقالات كان ينشرها بانتظام في جريدة البصائر منذ الأربعينيات عدة مواضيع في جرائد عدة أخرى في تلك الفترة منها " النجاح" و " المنار" و " الشعلة". بالاضافة إلى ذلك كان الفقيد عضوا مؤسسا لمجمع الفقه الاسلامي الدولي كما ساهم في انشاء معهد العلوم الاسلامية بالجزائر العاصمة. و للاشارة حضر هذه الوقفة التكريمية كل من السادة بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والاوقاف وناصر مهل وزير الاتصال وو محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية وعدة شخصيات وطنية وسياسية ودينية.