يرى الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين، أن ظاهرة التبذير تعود أساسا إلى جملة من العوامل ساهمت بقسط كبير في تبذيرنا لما قيمته 5 ملايير دينار من المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان، منتقدا غياب ثقافة الاستهلاك الرشيد لدى المواطن. أولا أقول إننا معروفون كوننا مجتمع استهلاكي ومبذر في نفس الوقت، حيث تشير الأرقام بالنسبة للمواد الغذائية إلى أن حصيلة التبذير وصلت إلى 5 ملايير دج خلال رمضان، وسجلنا فساد كميات كبيرة من المواد الغذائية ممثلة في الخضر والفواكه بغرف التبريد والحفظ، وكذا الفائض الكبير على مستوى أسواق الجملة، بالإضافة إلى مظاهر التبذير عند المواطن والمطاعم الشعبية وحتى مطاعم بعض الهيئات الرسمية، مثل المستشفيات والمطاعم الجامعية. ما تمكن الإشارة إليه أن العائلات الميسورة مسؤولة عن ثلثي التبذير. أما أهم المواد الغذائية المعروفة بالتبذير فهي المواد المدعمة مثل الخبز، الحليب والسكر والزيت. دون تردد أقول إن غياب ثقافة الإستهلاك العقلاني، عدم احترام سلسلة الحفظ والتبريد، نقص الأسواق الجوارية وانتشار الفوضوية منها.. كلها عوامل ساهمت في انتشار عملية التبذير، والدليل أن حوالي 4 ملايين خبزة يوميا ترمى في المزابل، وأن أكثر من 15٪ من الخضر تتلف على مستوى غرف التبريد والحفظ وكذا أسواق الجملة. أقول إن هذه الأرقام تقريبية تحصلنا عنها من ممثلي غرف التبريد، عمال النظافة، ممثلي أسواق الجملة، اللجنة الوطنية للخبازين، وممثلي المستهلكين.