يقول عُمّال من مركز تخزين الوقود بالخروبة إنه منذ استرجاع الدولة الجزائرية نافطال، بعد زمن الاحتلال الفرنسي، لم يحدث وأن نشب حريق بالطريقة والكيفية التي نشب بها في مركز الخروبة، لأن إجراءات الأمن وتقنيات الشحن ليست مجرد أساليب مكتوبة بل سلوك اعتيادي وروتيني لكل العمال حتى لفريق "زيطال" مالك شركة نقل الوقود الخاصة الذي بدأ عقده مع المؤسسة صغيرا ليُصبح اليوم كبيرا بالأسطول الذي يملكه. يقول عمال نافطال بمركز الخروبة إن إجراءات شحن صهاريج البنزين المثبتة على الشاحنات، تكون بعد أن تدخل مجموعة منها سواء كانت تابعة لنافطال أم لشركة خاصة إلى حظيرة الشحن في تراصٍ مدروس يسمح بتمرير قنوات التوزيع القادمة من المخازن العملاقة. ويُضيف التقنيون أنه يُمنع منعا باتا توزيع الوقود إذا لم تكن محركات الشاحنات مُطفأة، ولا يُسمح لأية شاحنة بمغادرة مكانها إذا لم يتم شحن صهاريج الشاحنات المحاذية لها، إذ يُعتبر من الممنوع منعا باتا تشغيل محرك شاحنة انتهت من ملء حصتها في الصهريج، بينما شاحنة أخرى بمحاذاتها لا تزال تتزود، على أن يخرج الجميع دفعة واحدة عند تلقي إشارات وقف التزويد من القنوات الرئيسية، ذلك أن تشغيل المحركات وما ينتجه من حرارة أو شرارات كهربائية قد يُثير الغازات المنبعثة عن الشحن بالوقود ليتحول إلى قنبلة حقيقية. هذه المعلومات يحفظها عمال المؤسسة والمتعاملون الخارجيون عن ظهر قلب وأصبحت سلوكا عفويا بسبب خبرة الممارسة، إلا أن الذي حصل بالخروبة هو خلل ناجم عن الإخلال بهذا النظام الأمني المتجذر في أذهان العمال، ما أثار ذهولا وحيرة واستغرابا كبيرا بين باقي العمال، متسائلين ما إذا كانت الحادثة مفتعلة أم لا.. استغراب الكارثة جاء من الاطلاع على حيثياتها، حيث تقول مصادرنا إنه وقع تشغيل لمحرك إحدى الشاحنات بينما أذرع الشحن الرئيسية لم يتم توقيفها بعد، فما كان إلا أن تشتعل النيران بفعل تشغيل المحرك الذي أثر في الغازات المنطلقة من الشحن. تشغيل المحرك كان من قبل ناقل خاص وليس تابعا لنافطال، وما أقدم عليه كان يُمكن أن يتحول إلى قنبلة شبه نووية قد تمتد إلى الميناء شمالا والطريق السريع جنوبا. وإذا كان صاحب الشركة الخاصة ليس خاسرا بمليم أو سنتيم واحد حتى لو اشتعلت نافطال برمتها لأن شاحنات المتعامل الخاص مؤمّنة، بينما ما كانت ستخسره نافطال حتى وإن كانت منشآتها خاضعة للتأمين، هي مشكلة أزمة في البنزين وتضرر سياسة التوزيع وتزويد محطات الوقود بالعاصمة وما جاورها ما سيخلق مشكلة نقل عامة وكبيرة الحجم قد تأخذ شكلا تاريخيا.