إنه سؤال جريء أن نطرح مسألة إن كانت الجزائر قادرة على مواجهة تبعات كارثة كبرى، على غرار إعصار الفليبين الذي قتل حوالي عشرة آلاف شخص.. ومنبع الجرأة في هذا السؤال ينطلق أولا من كون الجزائر ليست في منأى عن حدوث كوارث كبرى أوأخطار صناعية جسيمة، حتى لو كان بعض المختصين لا يرون أنها ستكون في مستوى عال من الشدة على غرار ما يحدث من زلازل وفيضانات وأعاصير في الدول الآسيوية مثلا. لكن منبع هذا السؤال ينطلق أيضا من كون البحبوحة المالية وكثرة المؤسسات المخول لها الاهتمام بالموضوع، لا تعني شيئا إذا لم تقترن بقوة السياسات وحسن التدبير، وكلاهما يعتبر أمرا غير محسوم بالنظر إلى الانتقادات الموجهة لعوامل متعلقة بالتكوين والعامل البشري ورسم الاستراتيجيات المتكاملة. هناك أمر مقلق جدا في الموضوع، ويتعلق بتركيز المشاريع داخل المدن والتجمعات السكانية الكبرى.. فماذا سيكون عليه الحال لو حدثت كارثة وكان النسيج العمراني والصناعي المكثف هو الذي سيمنع، لا قدر الله، عمليات إخلاء وإنقاذ سريعة وفعالة في حالة حدوث الكوارث.. وربما كانت الإشارة إلى هذه المسألة دليلا على كون مسألة مواجهة الكوارث والأخطار الكبرى هي مسألة تتعدى الرؤية عند "الركبتين" والتركيز فقط على الكوارث في حد ذاتها، حيث تصبح قضية مواجهتها تخضع لخلفيات شاملة تتعلق بالعمران والسياسات الوقائية الجيدة وتقنيات التنبؤ وجمع العاملين ذوي الصلة بالموضوع في هيئة واحدة.. وغيرها من العناصر التي تنطلق من خلفيات شاملة ومتزامنة تحقق المبتغى. ليبقى لنا أن نقول - رغم الخبرة التي اكتسبتها الجزائر في التعامل مع الكوارث - عبارة واحدة هي "ربي يستر".