يقول الخبراء أن أربع عشرة كارثة طبيعية وصناعية وبشرية تترصد الجزائر وتتوزع على كل المدن الكبرى من زلازل وأعاصير وحرائق وإشعاعات وجفاف وجراد إلى درجة أن بعض المدن صارت تؤرخ بالكوارث مثل الشلف وبومرداس وسكيكدة وطبعا غرداية. * والكارثة الأعظم أن ما تجمعه الجزائر من دولارات النفط تنفقه في ترقيع ما مزقته الكوارث، ومازلنا لحد الآن نتجرع علقم كارثة باب الواد وبومرداس وسنتجرع مطولا كارثة غرداية ونخشى أن تطالنا كوارث أخرى قبل نسيان ما مضى من كوارث وأيضا قبل التفكير في إيجاد الدواء المناسب لهذا الوباء الذي صرنا نعرف مسبباته وأعراضه. فالكوارث في الدول الكبرى كانت في الأزمان السابقة تقتل الآلاف ولكن برامج الوقاية الشاملة أطفأت مفعولها، فالزلازل التي تضرب طوكيو تفوق في درجاتها زلزال بومرداس، والأمطار التي تتهاطل على ماليزيا وإسبانيا تفوق في مليمتراتها أمطار غرداية ومع ذلك يموت عندنا المئات ولا تشكّل زلازل اليابان وأمطار أوربا وجفاف المكسيك حدثا إعلاميا.. وتقديم خبراء الحماية المدنية في الجزائر قائمة من أربع عشرة كارثة تهدد مدننا الكبرى بدءا بالزلازل والانزلاقات الأرضية وكوارث النقل بكل أنواعه يجعلنا في قلب الموت إذا لم نفكر في إنشاء مؤسسات خاصة بالوقاية وحتى وزارة في بلد مازالت مدن كبرى فيه مشيّدة على أراض منزلقة وأحياء على ضفاف الأودية النائمة وفيلات فاخرة بجوار مركبات تمييع الغاز وبساط أخضر تلتهمه الجزائر في عهود سابقة. * خبراء جزائريون حذروا من الزلازل الطبيعية ومن الجفاف الطبيعي ومن الأعاصير الطبيعية ومن الجراد الطبيعي ومن الانزلاقات الأرضية الطبيعية ومن التلوث الصناعي والإشعاعات الصناعية والانفجارات الصناعية وكوارث النقل البري والجوي والحديدي والبحري ومن حرائق الغابات. ولكنهم نسوا كارثة أكبر من كل هاته الكوارث وهي الإهمال واللامبالاة.