تواصلت، بقالمة، فعاليات الطبعة الخامسة من المنتدى الدولي حول حياة ومؤلفات، كاتب ياسين، بتقديم عديد المداخلات التي تصب في إطار "أن هذا الكاتب أبدع باللغة الفرنسية ليقول للفرنسيين أنه غير فرنسي". وتميز اليوم الثالث من هذا اللقاء الأكاديمي الدولي، الذي يحتضنه المسرح الجهوي "محمود تريكي" في إطار هذه الطبعة الخامسة التي يتناول موضوعها "كاتب ياسين لغة فن وثورة"، بتقديم 4 مداخلات لمشاركين أجانب قبل أن يتجه المشاركون في المنتدى إلى منطقة عين غرور ببلدية حمام النبائل موطن قبيلة بني كبلوت وعائلة كاتب ياسين. وفي عمل مشترك بعنوان "رسائل فنون للعرض ولغة روائية"، قامت الباحثتان صالا كيتار ورافايال هيروت، من جامعة كان باس نور موندي (فرنسا)، بتحليل سيميائي ولغوي ونصي لمجموعة من المؤلفات والأعمال الفنية لكاتب ياسين، لتصلا إلى التأكيد على أن المؤلف كان صادقا في مقولته "إنني أكتب بالفرنسية لأقول للفرنسيين أنني لست فرنسيا". وبطريقة فنية رائعة تفاعل معها الحضور وجمعت بين الشعر والأسلوب الدرامي عرجت الباحثتان على أعمال كاتب ياسين المختلفة لتقدما نظرته الحقيقية حول مسألة اللغة الفرنسية والتزاماته النضالية من أجل تحرير الوطن وبناء أمة جزائرية ذات جذور وأصول مستقلة عن المستعمر. ومن بين ما تطرقت إليه المتدخلتان، ما كتبه المؤلف عن أحداث 8 ماي1945 بسيطف وقالمة وخراطة وكذا أحداث 11 ديسمبر، التي خاطب فيها الضمير الفرنسي بقوله -حسبهما- "أيها الشعب الفرنسي لقد رأيت كل شيء بأم عينيك نهر السين بباريس"، في إشارة إلى أن نضال المؤلف من أجل الحرية كان واضحا. من جهته حاول الباحث، باولكي جدرجاز، من جامعة آدم ميكيفيتش (بولونيا)، إجراء مقاربة بين كل من الكاتبين كاتب ياسين والمؤلف البلجيكي شارل ديكوستر، معتبرا أن كل من كتاب "نجمة" لكاتب ياسين و«أسطورة إينسبيقال" لديكوستر من الأعمال المؤسسة للأدب البلجيكي والجزائري. وعرض الباحث مجموعة من النقاط المشتركة بين الكاتبين، خاصة فيما يتعلق باستعمالهما اللغة الفرنسية وكذا نضال كل منهما من أجل حرية بلده واتصالهما بمختلف الشرائح الاجتماعية من عمال بسطاء وفنانين ورسامين. كما تطرق المتدخل في مقاربته بين الأديبين البلجيكي والجزائري من خلال كاتب ياسين (1929-1998) وكوستر الذي عاش في الفترة بين (1875 و1932) إلى مسألة الفضاء التاريخي والسياق الإيديولوجي ومسألة الحرية والعلاقة بين التاريخ الحقيقي والأسطورة الشعبية. وقد اعتبر المشاركون هذه المقاربة البولونية بمثابة مسلك جديد لقراءة فنية جديدة لمؤلفات كاتب ياسين وهو ما ذهب إليه، بن عمار مدين، أحد أصدقاء كاتب ياسين.