أجرى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش حوارا للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا" أمس، والذي تطرق فيه إلى أهم اللحظات التي ميزت مسيرته منذ توليه الإشراف على الخضر وتحقيق التأهل معهم إلى مونديال البرازيل 2014، حيث غلبته الدموع لدى احتفاله بتأهل الجزائر. واعترف المدرب البوسني الأصل لموقع "فيفا" بقوله إن التجربة التي عاشها مع الجزائر هي الأقوى من حيث التأثير عليه في مسيرته، وقال الناخب الوطني حول شعوره عقب انتهاء مباراة العودة للخضر ضد بوركينافاسو: "لقد كان مزيجاً من الراحة والفخر، بالنسبة لأي مدرب، فإن المتعة لا تكمن فقط في الفوز، الفوز لا يتحقق من دون عذاب، وبالتالي فقد عانينا كثيراً لكي ننهي المهمة بشكل رائع، إنها هدية هائلة رؤية الفرح الذي جلبه هذا الفوز لدى الجمهور أو الأشخاص الذين أعمل معهم، لا شيء يستطيع شراء هذه السعادة، عندما ترى الناس من حولك يقفزون من شدة الفرح، فإن عذاب سنتين ونصف يزول بسرعة". وأضاف المدرب الوطني أنها ليست المرة الأولى التي ينجح فيها في قيادة فريق إلى نهائيات كأس العالم: "كمدرب، شاركت في دوري الأبطال مرتين وأحرزت دوري أبطال أفريقيا، أما كلاعب، فأحرزت لقب بطولة أوروبا للناشئين وتوّجت أفضل لاعب فيها ونلت لقب أفضل هداف، أحرزت العديد من الألقاب، لكن التجربة التي عشتها مع الجزائر هي الأقوى على الأرجح. أن تكون مدرباً للجزائر، لا يعتبر الأمر هدية دائماً، يتعين عليك أن تتمتع بشخصية قوية وإيمان بما تقوم به، الضغوطات كبيرة وأنا أجنبي يشرف على تدريب منتخب وطني، الأمر ليس سهلاً على الدوام". «الصراحة في أول لقاء بيني وبين أفراد الفريق هي التي أقنعتي بمواصلة عملي" وقال حليلوزيتش في رده على سؤال حول سبب قبوله بمنصب مدرب الخضر: "بعد أن تمت إقالتي من تدريب كوت ديفوار، لم أفكر إطلاقاً بالإشراف مرة جديدة على منتخب إفريقي، حتى أنني كنت أفكر بترك كرة القدم، هذه الإقالة تؤكد كم يمكن للقارة الإفريقية أن تكون موجعة. وفي حصتي التدريبية الأولى مع المنتخب الجزائري اقترب مني أحد اللاعبين بعد مرور خمس دقائق وقال لي "سيدي المدرب، هل يمكننا التحدث؟" ودار النقاش بين جميع أفراد المنتخب واستمر حوالي ساعتين وقد تحدث الجميع عن المشاكل، كانت عديدة، فقلت في نفسي "لست مستعداً لهذا الأمر ويتعين علي الرحيل." لكن في النهاية وفي وجه هذه الصراحة، قررت متابعة المغامرة، هذه الصراحة في أول لقاء بيني وبين أفراد الفريق هي التي أقنعتي بمواصلة عملي، لقد عملنا كثيراً وقد كوفئت جهودنا في النهاية". تحدث الناخب الوطني عن بداياته على رأس العارضة الفنية للخضر، حيث قال في هذا الأمر: "عندما استلمت منتخب الجزائر، كان ما يزال يضم العديد من اللاعبين الذين خاضوا العرس الكروي الأخير عام 2010، لقد كانوا محبطين، فهمت بسرعة بأنه يتعين علي ضخ دماء جديدة في الفريق، قمنا بعملية التغيير خطوة خطوة وبدأت تدريجياً في استدعاء اللاعبين الذين يحملون الجنسيتين الفرنسية والجزائرية إلى صفوف المنتخب وتحديداً من فرنسا وإيطاليا، المهمة لم تكن سهلة لأن الشعب الجزائري متمسك كثيراً بوطنه، وبالتالي فإن أي لاعب لا يحترم العلم ليس مرحباً به، وبالتالي كان علي أن أعمل بدبلوماسية كبيرة من أجل إنجاح عملية انصهار اللاعبين الجدد في بوتقة واحدة مع الآخرين، عملنا كثيراً على الناحية الاجتماعية وعلى التأقلم من خلال النقاش وبذلنا جهوداً كبيرة لكي نجد روحاً جماعية، قتالية متضامنة ومتكاتفة، كل هذه الصفات كانت نقطة القوة التي اعتمدنا عليها خلال مشوارنا الناجح في التصفيات، لقد كوفئت جهودنا وهذا التأهل عاد بالإيجابية على الجميع في الجزائر. وأضاف حليلوزيتش: "يجب العيش في الجزائر لتعرف مدى شغف هذا البلد بكرة القدم، والواقع أني أهديت هذا التأهل إلى الشعب الجزائري، رسالتي لم تكن شعبوية، فقد شعرت بفخر كبير لأنني نجحت في تقديم جائزة التأهل، عندما تجد جمهورا مماثلا خلفك، فإنه مصدر إلهام كبير".