قد تختار أغلبية عشاق كرة السلة الأميركية النجم الأسطوري مايكل جوردان كأعظم لاعب في تاريخ ال NBA و«فرق الأحلام" الأميركية نظرا للإنجازات التاريخية التي حققها في مسيرته، إلا أنه لم يكن طرفا في أشهر مواجهة بتاريخ هذه اللعبة والتي جمعت العملاقين ماجيك جونسون ولاري بيرد اللذين حافظا على شعبية اللعبة في الثمانينيات بفضل تحدي كل منهما للآخر، رغم أن كثيرا من المراقبين توقعوا تراجعا لل NBA، إن لم نقل أفولا، في تلك الفترة، أمام رياضات أخرى، بعدما شهدت كرة السلة تدهورا في إيراداتها وانخفاضا في نسب مشاهداتها وعروض الرعاية، وهو ما عبر عنه مذيع ESPN لاري شوارتز حينها عندما قال إنه قبل بروز ثنائية "جونسون - بيرد" كانت ال NBA على حافة الإفلاس. لقد كانت المنافسة بين جونسون وبيرد مثيرة بكل أوجهها، فهي منافسة بين لاعب أسود وآخر أبيض، وبين هوليوود وبوسطن كمركزين إعلاميين، وبين فريقين يتبعان أسلوبين مختلفين، فالليكرز يميلون إلى الاستعراض والإيقاع السريع، والسلتيكس يعتمدون على القوة والمواجهة والصلابة في نصف الملعب، وعلى المستوى الفردي عُرف جونسون بهدوئه وابتسامته، بينما كان بيرد يقدح شرارا في عينيه ويتسم بالعصبية والغضب السريع. وتعود المنافسة بين جونسون وبيرد إلى عام 1979 خلال أيام الجامعة، أي قبل أن يبدأ الاثنان مسيرتيهما كمحترفين، ففي ذلك العام تغلب فريق ولاية ميتشغن بقيادة جونسون على فريق ولاية إنديانا. وبين العامين 1980 و1988 فاز الفريقان ب 8 من أصل 10 ألقاب بال NBA ما دفع بالمنافسة بين بيرد وجونسون إلى الذروة وبلغت أصداء تلك المنافسة أرجاء العالم. ولقد كانت المواجهة تعني الكثير للاعبين أيضا اللذين أقرّا بوجودها، وكان بيرد بمنتهى الصراحة عندما صرح بأن الموسم المؤلف من 82 مباراة هو بالنسبة له موسم من "80 مباراة + 2" في إشارة إلى المواجهتين مع السلتيكس، كما أنه اعترف أنه بعد كل مباراة للسلتيكس كان ينظر إلى خانة الإحصائيات الخاصة بماجيك جونسون، لأن أي أرقام أخرى لم تكن ذات أهمية ومعنى بالنسبة له. قبل موسم 1983 - 1984 لم يتواجه جونسون وبيرد رغم أن كلا منهما صنع اسمه واستقطب جمهوره في أضخم ناديين من حيث الميزانية، وأحرز بوسطن سلتيكس اللقب عام 1981 بينما فاز الليكرز به في العام التالي، وبما أن السلتيكس يلعبون في المجموعة الشرقية والليكرز في المجموعة الغربية كان السبيل الوحيد ليتواجه الناديان ان يلتقيا في "البلاي - أوف" أي في نهائيات البطولة. وفي ذلك الموسم بلغ الفريقان النهائي، فكانت الموقعة المرتقبة بين جونسون وبيرد التي وصفتها مجلة "Sports illustrated" حينها بحرب "السوبر ستارز". في تلك المواجهة كانت الغلبة لبيرد الذي قاد فريقه إلى اللقب بأربعة انتصارات مقابل ثلاثة، وحصل هو شخصيا على لقب أفضل لاعب في الموسم، وتعرض جونسون لانتقادات لاذعة وحمل مسؤولية الخسارة لارتكابه أخطاء وإضاعته فرصا سهلة في 3 من مباريات الدور النهائي. عام المجزرة في الموسم التالي سنحت الفرصة أمام جونسون مدعوما من زميله الصلب في ليكرز كريم عبد الجبار ليُسكت منتقديه، حيث قدم موسما ممتازا وسجل معدلات ممتازة، إذ حقق ثنائيتين في التسجيل (متوسط 18.3 نقطة بالمباراة) وفي التمرير (12.6)، كما سجل متوسط 6.2 متابعة بالمباراة ليقود ناديه إلى النهائي مجددا، وبالتأكيد كان بيرد بانتظاره. في أولى مباريات النهائي تعرض الليكرز لخسارة مذلة 148 - 114 في يوم وصف ب "يوم المجزرة" لكن الليكرز استطاع التعويض في المباريات ال 5 التالية ليحصد اللقب بنتيجة 4 2. في موسم 1985 - 1986 لم يتمكن الليكرز من اجتياز هيوستن روكتس في نهائي المجموعة الغربية، وخسر جونسون وعبدالجبار المواجهة أمام "البرجين" حكيم أولاجوان ورالف سمپسون، وفي النهائي قاد بيرد السلتيكس للفوز على هيوستن. وفي 1987 تأهل الليكرز والسلتيكس مجددا للنهائي وكانت الغلبة لليكرز، كما كانت المرة الأخيرة التي بلغ فيها السلتيكس المرحلة النهائية التي لم يبلغها بعد هذا العام، بعكس الليكرز الذي استطاع المحافظة على لقبه عام 1988 امام ديترويت بيستونز. العلاقة الشخصية بالرغم من الحرب الإعلامية بين البطلين والتي تكرست في عام 1984 عندما ظهرا كعدوين في دعاية لإحدى الماركات الرياضية، إلا أنهما لطالما كانا صديقين ودودين خلف الكواليس، وعندما أعلن بيرد اعتزاله عام 1992 حرص جونسون على الظهور في اعتزاله ووصفه آنذاك بأنه "صديق للأبد". كما تصدرت صورة النجمين غلاف مجلة "Sports illustrated" في نفس السنة مع عنوان "بيرد وماجيك: رحلتما لكن لن ننساكما.