سعود صالح (أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية): اعتذار الابراهيمي يعد شبه فشل ولكنه يبين شجاعته الدبلوماسية "أتصور أن ما تمر به سوريا في الوقت الحاضر يدخل في إطار الصراع بالوكالة الذي تمارسه بعض الأطراف الدولية في المنطقة العربية تحديدا بسوريا، وعليه فإن البحث عن ايجاد حل لما يجري بها لا يمكن أن يتم عن طريق الارادة الداخلية في سوريا لأنها مجرد أداة وليس هدفا، ومن هذا المنطلق فإن إدراك الاخضر الابراهيمي لعدم مقدرته على تغيير هذه المعادلة هو الذي جعله يصرح بما يشبه فشله عبر اعتذاره للشعب السوري، وكأنه يتأسف لما تقوم به بعض الأطراف بالمنطقة، ويمكن اعتبار هذا الاعتذار أداة ضغط على الأطراف المتصارعة في الميدان سواء الاجنبية أو الطرف السوري نفسه، ومن هذا المنطلق فإن هذا النوع من الدبلوماسية هو بمثابة تحذير للأطراف المتصارعة يحمل في طياته تحذيرا بأن ما ينتظرها هو أسوأ بكثير، لأن الفشل يعني مزيدا من التشتت واعتذاره لن يمس بمكانته الديبلوماسية بقدر ما يبين إدراكه للوضع". شعنان مسعود (أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية): الابراهيمي لم يفشل وإنما تعنت النظام وراء النتائج السلبية للمؤتمر "بعد الجهد الطويل للأخضر الابراهيمي والمشاريع والحلول التي تقدم بها لحل الأزمة السورية وجد في الأخير خيبة الأمل لأن نتائج اتفاقية جنيف 01 و02 سلبية بالنسبة اليه لم تحقق أي شيء إيجابي للشعب السوري الذي يقتل ويحرم من أبسط حقوقه، والمؤكدة أن الأمل في انفراج هذه الأزمة هو الذي كان يشكل دافعا لديه ليكمل دور الوسيط، ولا يمكن القول بأن الابراهيمي فشل في أداء المهمة وإنما تعنت النظام هو الذي يقف وراء هذا الفشل لأنه قدم العديد من البدائل والحلول، علاوة على الظرف الدولي الراهن ومواقف الدول الكبرى من هذه القضية السورية خاصة الولاياتالمتحدةالامريكية التي تراجعت عن موقف تأييدها للشعب السوري وبالتالي تنصلت من هذه المهمة إضافة الى تراجع تركيا، ومن هذا المنطلق لا يمكن أن نحمّل الابراهيمي مسؤولية الفشل لأن بقية الدول المعنية بهذا الصراع هي سبب هذا الفشل". لزهر ماروك (أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية): الأخضر الابراهيمي تم إفشاله في مؤتمر جنيف02 "في حقيقة الأمر جدول أعمال مؤتمر جنيف 02 لم يكن محضرا له بشكل جيد على اعتبار أن الأطراف المشاركة كانت تتخذ مواقف متباعدة. ففي الوقت الذي تمسكت المعارضة بضرورة إنشاء هيئة مستقلة للتخلص من بشار الأسد تمسك ممثلو النظام بمحاربة الإرهاب وغاب عن المؤتمر نقطة أساسية وهي وقف إطلاق النار، وبطبيعة الحال لم يفشل الأخضر الابراهيمي في أداء مهمته وإنما تم إفشاله لتمديد عمر الحرب بسوريا بغية تقسيمها الى ثلاث كيانات متناحرة ومتقاتلة، وبالتالي فإن هذا المؤتمر لم تحضر أسباب نجاحه بالرغم من أن الأخضر الابراهيمي تحمل مسؤوليته ويتجلى ذلك من خلال الزيارات الماراطونية التي قام بها من أجل تحقيق مسعى الخروج من هذه الأزمة ولا أعتقد بأن لا يقدم كبير المفاوضين الدبلوماسيين شيئا للشعب السوري أن يؤثر على مسيرة هذا الديبلوماسي".