فيما أعلنت جبهة النصرة انتهاج حرب العصابات المعارضة تجدّد رفض "جنيف 2" والجيش السوري يتّجه نحو درعا جدّد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) الذي دعت إليه واشنطنوموسكو، متّهما النّظام السوري وحزب اللّه وإيران بارتكاب مجازر في سوريا، في حين ينتظر أن يلتقي المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي في وقت لاحق بالقاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولين مصريين وآخرين من المعارضة السورية. قال جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف والرئيس الفعلي له بعد استقالة أحمد معاذ الخطيب، إن ما يجري في سوريا اليوم يغلق الباب تماما أمام أيّ محادثات أو مبادرات دولية لحلّ الأزمة السورية، في إشارة إلى مؤتمر (جنيف 2) الذي دعت إليه موسكووواشنطن في مسعى لإنهاء الأزمة السورية سياسيا من خلال جمع طرفي الصراع بسوريا على طاولة المفاوضات. وأضاف صبرة في تصريحات صحفية: (الحرب المعلنة من قِبل النّظام السوري وحلفائه بالمنطقة وصلت إلى درجة لا يمكن السكوت عنها)، واتّهم كلاّ من إيران وحزب اللّه وقوى شيعية بالعراق بجرّ المنطقة إلى حرب طائفية، مؤكّدا رفض المعارضة للانجرار إلى هذه الحرب لأنها ستحيل الحياة بالمنطقة إلى جحيم، على حدّ قوله، كما كرّر تحذيراته للحكومة اللّبنانية، مؤكّدا أنها تتحمّل مسؤولية ما أسماه (غزو) حزب اللّه لسوريا. تصريحات صبرة الأخيرة جاءت بعد سيطرة قوّات النّظام ومقاتلي حزب اللّه على مدينتي القصير والبويضة الشرقية التي رافقها مقتل وإصابة الكثير من مسلّحي المعارضة، بالإضافة إلى نزوح معظم سكان المنطقتين. وكان صبرة قد أكّد قبل عدّة أيّام رفض الائتلاف المشاركة في (جنيف 2) قبل انسحاب مقاتلي حزب اللّه وإيران من الأراضي السورية، كما دعا أمس كلّ السوريين إلى مقاتلة من سمّاهم (الغزاة) بكلّ الوسائل المتاحة، مضيفا أن حزب اللّه يسعى إلى (تخريب البنى الاجتماعية والثقافية في المنطقة)، وحذّر المجتمع الدولي و(أصدقاء الشعب السوري) من مخاطر ما يجري في المنطقة، وقال إن ما يقوم به حزب اللّه في سوريا (حرب مفتوحة وغزو ونضع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم). على صعيد آخر، يبحث المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الأزمة السورية مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وعدد من المسؤولين المصريين وشخصيات من المعارضة السورية، على ضوء نتائج الاجتماع الذي جمعه في جنيف مع دبلوماسيين أميركيين وروس لبحث الترتيبات لعقد مؤتمر (جنيف 2). يذكر أن الأمم المتّحدة ممثّلة بالإبراهيمي والولايات المتّحدة وروسيا أعلنوا عزمهم عقد اجتماع تحضيري آخر نهاية الشهر الجاري، وسط توقّعات بعقد (جنيف 2) في جويلية المقبل. وقد عزت الأطراف الثلاثة فشل الاجتماع الأخير إلى رفض المعارضة السورية إلى غاية الآن تحديد قائمة الممثّلين عنها للمشاركة في المؤتمر، كما قالت وسائل إعلام إن إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر المرتقب يعتبر عقبة رئيسية في ظلّ رفض أمريكا ودول غربية لهذه المشاركة. من جهة أخرى، أكّد أعضاء بارزون في جبهة النصرة الجهادية في بلاد الشام أن نحو 1500 مقاتل من حزب اللّه اللّبناني يتجمعون حاليا في مدينة بصرى الشام، ويستعدّون للدخول إلى محافظة درعا من بوابة بصرى الشام في تطور جديد ولافت على مسار المواجهات العسكرية. وأبلغ أحد قادة جبهة النصرة في درعا بأن المئات من مقاتلي حزب اللّه تمّ رصدهم في مداخل بصرى الشام، موضّحا أن هذا التحشيد يمهّد لجولة جديدة من القتال على أطراف درعا وفي محيط ريف دمشق باتجاه الجهات الجنوبية في درعا. ووفقا للقيادي في الجبهة قرّرت لجنة عسكرية تدير الجوانب القتالية في الجبهة التخلّي تكتيكيا عن سياسة الاحتفاظ بالأرض واحتلال المدن والقرى والتركيز الشديد على حرب العصابات.