إعترف المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي بفشل الجولة الثانية من مفاوضات ”جنيف 2”، معتذرا للشعب السوري عن عقم المحادثات، داعيا طرفي النزاع إلى التمسك بالخيار السياسي للأزمة والعودة مجدّدا إلى طاولة الحوار دون تحديد موعد اللقاءات المقبلة، فيما ترفض المعارضة الجلوس إلى النظام وتشترط التزاما فعليا من الحكومة السورية من أجل استئناف المحادثات. جاءت الجولة الثانية من مباحثات السلام بجنيف بنتائج مخيبة لآمال وتوقعات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي طالما استبشر خيرا بمساعي الصلح بين النظام والمعارضة وتوسّم في أن تفضي مشاورات العاصمة السويسرية إلى وقف القتال في المنطقة وحفظ دماء السوريين، حيث أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي صراحة أن المفاوضات بجنيف لم تثمر بين طرفي الأزمة السورية، وطالب الإبراهيمي من النظام والمعارضة العودة إلى الحوار، دون تحديد الموعد القادم من المحادثات، وأعزى الإبراهيمي في مؤتمر صحفي فشل المحادثات إلى تمسك وفد النظام برفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض، واعتبار قضية الإرهاب الأهم، وكذا استبعاد بند هيئة الحكم الانتقالية، فيما تصّر المعارضة على هيئة الحكم الانتقالي، كما اعتذر الإبراهيمي للشعب السوري عن عدم التمكن من تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف. من جهته يرفض وفد المعارضة السورية العودة إلى طاولة الحوار في ظل تعنت النظام وأكد لؤي صافي، المتحدث باسم المعارضة السورية في محادثات جنيف أن تشكيل هيئة سياسية فاعلة المخرج الوحيد للأزمة ومفتاح وقف العنف في سوريا، واشترط المتحدث التماس جدية لدى الحكومة السورية من أجل استئناف المفاوضات، مشيرا إلى أن ضرورة تطبيق بيان جنيف وتشكيل حكومة انتقالية، وقال الصافي أن وفد المعارضة حضر جنيف إيمانا منه بوقف الحرب وأن المعارضة أظهرت مرونة كبيرة اتجاه مسألة مكافحة الإرهاب، فيما لم يظهر النظام أي ليونة تخدم المفاوضات والصالح العام السوري.