قدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3، لزهر ماروك، ل "الجزائر نيوز" قراءة تحليلية حول الأسباب التي جعلت المترشح عن جبهة المستقبل "عبد العزيز بلعيد" يبرز، حسب النتائج الأولية التي قدمتها وزارة الداخلية حول رئاسيات 2014، أمس، في المركز الثالث على ضوء ما أفرزته صناديق الاقتراع يوم 17 أفريل الماضي، حيث تحصل صاحب شعار "المستقبل الآن" الذي يعد أصغر مرشح بين المتنافسين، على المرتبة الثالثة بنسبة قدرت ب 3.36 بالمئة أي ما يعادل 334.624 صوت، رغم أنها أول مشاركة له، متقدما بذلك على مترشحين آخرين سبق لهم خوض السباق الرئاسي في مواعيد سابقة، والأسباب حسب المحلل السياسي هي: 1 - دخول المترشح عبد العزيز بلعيد الانتخابات الرئاسية ل 17 أفريل في صورة "الشاب المترشح"، (من مواليد 1963) مقارنة ببقية المترشحين الآخرين الذين لا يقل سنهم عن 60 سنة، حتى أن هناك من يصل سنه إلى 77 سنة. 2 - استفادة عبد العزيز بلعيد من تركيبة تشكيلته السياسية "جبهة المستقبل" التي تتشكل في معظمها من مناضلين شباب، خاصة عبر مساهمتهم الكبيرة في جمع الاستمارات المطلوبة لصالحه قبل دفع ملف الترشح. 3 - عبد العزيز بلعيد يقود حزبا سياسيا سيلعب دورا في المراحل القادمة، خاصة أن معظم مناضلي الحزب شباب مشبعون بثقافة الولاء للدولة والنظام. 4 - تسويقه لخطاب سياسي طوال أيام الحملة الانتخابية يستميل "أجيال الاستقلال والشباب". 5 - تركيزه على تقديم جرعات من الحلول الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بمسألة البطالة التي يتخبط فيها الشباب الجزائري. 6 - التزام عبد العزيز بلعيد بخطاب هادئ يبحث عن الحلول الملموسة والبديلة، حيث ابتعد تماما عن النقد والتجريح ولم يدخل في حرب كلامية مع الرئيس المترشح ومحيطه، حقيقة كان ذكيا في هذه النقطة وقدم نفسه كسلطة سياسية هادئة تريد البناء والمشاركة وترفض الصدام مع النظام. 7 - من المؤكد أنه تحصل على دعم من جهات ما للترشح للانتخابات، بهدف عرقلة وإحراج وإرباك المترشح الحر علي بن فليس خاصة في عقر داره ولاية باتنة، بما أنه هو الآخر ينحدر من منطقة الأوراس. 8 - هناك مترشحين سبق لهم الترشح في الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات من قبل، من دون تحقيق أي نتائج تذكر، فأصبحت هذه الوجوه تزيد من حالة الإحباط والعزوف بالنسبة للمواطن، على عكس عبد العزيز بلعيد الذي يمثل إعادة نظر في خارطة المترشحين للمواعيد الانتخابية المقبلة. 9 - إذا ما اعتبرنا ما قاله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول العهدة الرابعة بخصوص أنها ستكون عهدة تسليم المشعل وتشبيب النظام بصفة نهائية، فإن المرتبة الثالثة للمترشح عبد العزيز بلعيد من الممكن أنها ستدخل في هذا الإطار. 10 - يعتبر هدف الوصول إلى الحكومة دافعا لبلعيد عبد العزيز للبروز كثالث قوة في هذه الانتخابات الرئاسية، وهكذا أصبحت أبواب الجهاز التنفيذي مفتوحة أمام حزبه في المرحلة القادمة.